سانتياجو دي تشيلي، 18 يناير/كانون ثان(إفي): أشارت النتائج الأولية للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تشيلي إلى أن رجل الأعمال المحافظ سباستيان بينيرا، مرشح المعارضة عن "التحالف من أجل التغيير"، سيكون هو رئيس تشيلي المقبل عقب الفرز الرسمي الأول للأصوات الانتخابية واعتراف منافسه الرئيس السابق إدواردو فريي بهزيمته الانتخابية.
وبذلك سيكون بينيرا، رجل الأعمال صاحب ثروة شخصية تقدر قيمتها بمليار دولار، أول رئيس يميني يصل إلى سدة الحكم في تشيلي عبر القنوات الديمقراطية منذ فوز الرئيس خورخي أليساندري في عام 1958 .
وقد اعترف وزير الداخلية إدموندو بيريث يوما ومرشح الحزب الحاكم إدواردو فريي، الأحد، بفوز مرشح "التحالف من أجل التغيير" بعد دقائق من اعلان نتائج الفرز الرسمي لنسبة 60.32% من الأصوات الانتخابية ليتضح حصول بينيرا على نسبة 51.87% من الأصوات الانتخابية مقابل نسبة 48.12% لمرشح الحزب الحاكم والرئيس السابق فريي.
وقال وزير الداخلية إن "البلاد تتجه نحو اليمين" عقب ظهور نتائج الفرز الأول للانتخابات الرئاسية. وهو ما تبعه إدواردو فريي بالاعتراف بهزيمته وتهنئته لمرشح المعارضة الملياردير سباستيان بينيرا.
وقال فريي في أول ظهور له عقب الاعتراف بفوز مرشح المعارضة، يوم الأحد،" أرغب في تهنئة سباستيان بينيرا وغالبية مواطني تشيلي الذين وضعوا ثقتهم فيه لكي يتولى مصير البلاد خلال فترة الأربعة سنوات المقبلة وأتمنى له النجاح في إدارته".
وأبرز فريي، الذى رشح نفسه للمرة الثانية بعد أن حكم البلاد في الفترة ما بين 1994 و 2000 ، أن "مواطني تشيلي أظهروا مرة آخرى نضوجهم الحضاري أمام العالم".
كما اعترف زعماء ائتلاف يسار الوسط الحاكم في البلاد منذ عام 1990 بفوز اليميني بينيرا. واشار رئيس الكتلة الديمقراطية المسيحية، أحد الأحزاب الأربعة للإئتلاف، خوان كارلوس لاتوري إلى "أهمية الاعتراف بنتائج الانتخابات".
ويمثل فوزر سباستيان بينيرا في الانتخابات الرئاسية التشيلية يوم الاحد بداية دورة سياسية جديدة في البلاد عقب 20 عاما من حكومات الائتلاف اليساري.
كان ائتلاف يسار الوسط، المشكل في عام 1988 لمواجهة ديكتاتورية الحاكم أوجوستو بينوشيه(1973-1990)، قد فاز بأربعة ولايات رئاسية متتالية مع الديمقراطيين المسيحيين باتريثيو أيلوين (1990-1994) وإدواردو فريي(1994-2000) ومع الاشتراكيين ريكاردو لاجوس (2000-2006) و ميشيل باشليه (2006-2010).
ومن المقرر أن تقوم باشليه، أول رئيسة منتخبة في الدولة اللاتينية، بتسليم مقاليد الحكم إلى سباستيان بينيرا في 11 مارس/آذار المقبل. ولم تكف الشعبية الكبيرة المؤيدة التى تتمتع بها باشليه، التى تتجاوز نسبتها 81% ، بإعادة انتخاب العضو الديمقراطي المسيحي بمجلس الشيوخ رئيسا لتشيلي.
كانت استطلاعات الرأي خلال الحملات الانتخابية قد أظهرت تقدم بينيرا على فريي رغم تقدم مرشح الحزب الحاكم في استطلاعات الجولة الثانية عشرة نقاط عن مرشح المعارض مقارنة بنتائج الجولة الأولى التى أجريت في 13 ديسمبر/كانون أول إلا أن ذلك لم يكن كافيا للإطاحة بالملياردير بينيرا من المعركة الانتخابية.(إفي)ث ه /م ع