استطاع اقتصاد منطقة اليورو العودة لدائرة النمو من جديد خلال الربع الأول متحديا الصعاب المتمثلة بأزمة الديون العامة التي نشرتها اليونان بتسجيل أكبر عجزا في الميزانية العامة في الاتحاد الأوروبي, دعمت مستويات النمو في المنطقة بشكل أساسي بنمو الصادرات بعد التحسن الذي أظهرته الاقتصاديات العالمية, أضف لذلك فلقد بدأت مستويات الاستهلاك بالتحسن.
أظهرت القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو خلال الربع الأول معاودة اقتصاديات المنطقة 16 تحقيق النمو بنسبة 0.2% بعد أن توقف في الربع الأخير عند 0.0% وجاءت القراءة أعلى من التوقعات لنسبة نمو 0.1%، و على المستوى السنوي جاءت القراءة متوافقة مع التوقعات بنسبة نمو 0.5% مقارنة بالقراءة السابقة التي كانت انكماش بنسبة 0.5%.
استطاعت الاقتصاديات الأربعة الضخمة بمنطقة اليورو تحقيق نمو خلال الربع الاول, فلقد نما الاقتصاد الألماني بنسبة 0.2% مقارنة بالقراءة السابقة و التوقعات اللتان أشارتا لتوافق النمو عند مستويات 0.0% و تم تعديل القراءة السابقة لتصبح بنسبة 0.2%, أما عن فرنسا التي تحتل المرتبة الثانية ضمن الاقتصاديات الأكبر بمنطقة اليورو فقد نمت بنسبة 0.1% مقارنة بالقراءة السابقة المعدلة بنسبة 0.5% .
وصلنا لأيطاليا التي حققت نموا بنسبة 0.5% بعد الانكماش في الربع الماضي بنسبة 0.3%, و الأمر نفسه ينطبق علي اسبانيا التي تحتل المرتبة الثالثة بمنطقة اليورو فقد نمت بنسبة 0.1% مقارنة بالانكماش خلال الربع الماضي بنسبة 0.1%.
نمو الداعمات الأساسية بمنطقة اليورو خلال الربع الأول يعد داعما أساسي لنمو المنطقة كاملة التي واجهت خلال الثلاثة أشهر الماضية واحدة من الأزمات الصعبة التي كان لها الأثر السلبي على المنطقة خاصة و العالم عامة, حيث ارتفع العجز في الميزانية العمومية اليونانية لمستويات تاريخية وصلت لعدم قدرة الحكومة على سداد الديون بالتالي تخفيض التصنيف الائتماني لديونها السيادية دون المستويات المقبولة لشروط ضمانات القروض.
بعد طول انتظار حصلت اليونان التي تعد من الدول الأعضاء بنظام العملة الموحدة اليورو على خطة الانقاذ بقيمة 110 بليون يورو, و تبعها حزمة مساعدات بقيمة 750 بليون يورو إلى دول منطقة اليورو التي تواجه عجزا في الموزانة العامة, هذه المساعي أعطت منطقة اليورو الدافع لتستطيع تحقيق النمو خلال الربع الأول, و من المتوقع أن تكتسب منطقة اليورو العزم من هذه الخطة الهائلة لمواصلة طريق التعافي المحفوف بالمخاطر.
استفادت منطقة اليورو بشكل أساسي من الصادرات بدعم مستويات النمو بعد أن تراجعت قيمةاليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 11% لمستويات دنيا عند 1.2520 الأدنى منذ 14 عاما , و هذا بدوره دعم مستويات الطلب على المنتجات الأوروبية كونها ذات ميزة تنافسية مقارنة بغيرها من البضائع الآخرى.
لا يكفي الاعتماد على الصادرات لمواصلة الانتعاش الاقتصادي بالمنطقة , فلابد للقطاعات الاقتصادية الآخرى أن التحسن, فمستويات الطلب الاستهلاكي لا تزال ضعيفة , و الاستثمارات الرأسمالية أيضا دون المستويات المقبولة.
ارتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي خلال التداولات الصباحية لمستويات 1.2730 مدعومة بالبيانات الاقتصادية, و من الناحية التقنية يبقى المسار الهابط للزوج قائما بالثبات دون مستويات 1.3105 لتحقيق الأهداف عند 1.2550.
نتائج كبرى الشركات الأوروبية الصادرة اليوم
أعلنت دويتشيه تيلكوم التي تعد أكبر شركة أوروبية للهواتف عن أرباح الربع الأول و التي جاءت أفضل من التوقعات بشكل طفيف مدعومة بتحسن الطلب على الخدمات في ألمانيا, ارتفعت الأرباح الأجمالية لتسجل 4.89 بليون يورو بعد صعود بنسبة 1.6%, أفضل من توقعات الأسواق بقيمة 4.86 بليون يورو , ارتفعت الايرادات بنسبة 3.3% بعد تحسن أداء قطاع الهواتف النقالة في ألمانيا.
عادت شركة ThyssenKrupp الألمانية للربحية خلال الربع الثاني من سنتها المالية بعد تخفيضها للتكاليف بتسريح الموظفين, و تحسن الطلب على المعادن الثمنية, سجل صافي الدخل ماقيمته 206 مليون يورو خلال الثلاثة أشهر المنتهية في آذار , مقارنة بالخسائر في الفترة نفسها من العام الماضي , في حين كانت التوقعات تشير لارباح بقيمة 83.6 مليون يورو , و ارتفعت المبيعات بنسبة 2.5% لمستويات 10.1 بليون يورو.
عزيزي القارئ, أن طريق التعافي من أسوا ركود اقتصادي بمنطقة اليورو محفوف بالعديد من المخاطر و نأمل جميعا بأن حزمة المساعدات المقدمة لمنطقة اليورو قادرة على احتواء أزمة الديون و منع انتشارها, و إلا فأن مواصلة النمو في المنطقة سيكون مستحيلا!