بغداد، 29 أغسطس/ آب (إفي): أجرى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، الذي يزور بغداد اليوم بشكل مفاجئ، مع قيادات عراقية في مقدمتها الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي تقييما شاملا للعلاقات الثنائية بين بغداد وطهران والتوتر بين سوريا والعراق.
وبعد لقائه بالمالكي قال متقي إن "تثبيت الأمن والإستقرار وفقدانه في العراق له تأثيرات مباشرة على جميع الدول المجاورة للعراق".
من جهته أوضح المالكي أن "ما حدث من جرائم مروعة في يوم الأربعاء الدامي لن تثنينا أو تفل من عزيمتنا في التصدي للتحالف البعثي-التكفيري الذي يخطط للعودة بالبلاد إلى مربع الدكتاتورية ولعهود الإستبداد والتمييز والتهميش".
وجرى خلال اللقاء بحسب بيان صدر عن مكتب المالكي بعد ظهر اليوم "بحث العلاقات الثنائية وسبل تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين".
كما استقبل الرئيس العراقي الوزير الايراني، وفقا لبيان صدر عن مكتبه، قائلاإن طالباني أكد على "أهمية توطيد تلك العلاقات واستثمارها بما يخدم المصالح العليا للشعبين الصديقين".
وذكر البيان أن متقي نقل تحيات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وتعازيه الى الرئيس طالباني في وفاة عبد العزيز الحكيم رئيس الائتلاف العراقي الموحد.
وعبر متقي عن "تضامن بلاده مع حكومة و شعب العراق في مواجهة التحديات التي تحاول النيل من عمليته الديمقراطية"، مقدما مواساة الشعب الإيراني لعوائل الضحايا الذين استهدفتهم التفجيرات الأخيرة بقرب وزارتي المالية والخارجية وأسفرت عن مقتل وجرح المئات الأسبوع الماضي، مضيفا أن "هذه التفجيرات تظهر مدى خبث أعداء العراق و مسيرته الديمقراطية".
وفي المؤتمر الصحفي المشترك قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن متقي جاء إلى العراق ضمن وفد رسمي يضم بالاضافة اليه رئيس مجلس النواب الايراني علي لاريجاني وعدد كبير من أعضاء البرلمان والوزراء الايرانيين".
وأضاف زيباري أن مباحثات جرت مع الوفد الإيراني تتعلق بتفعيل اللجان المشتركة الخاصة بترسيم الحدود البرية والنهرية بين البلدين، وبحث سبل رفع حصة العراق من مياه بعض الروافد التي تصب في نهر دجلة وتقع منابعها في إيران من خلال تشكيل لجنة خاصة تتابع هذا الملف.
وأشار زيباري إلى أن من جملة ما بحثه الطرفان ملف العلاقات العراقية السورية والتوتر الذي اعترى العلاقة بين الطرفين على خلفية تفجيرات بغداد في 19 أغسطس الجاري وأن "العراق سيستمر بمسعاه في مجلس الامن لتشكيل محكمة دولية لمحاسبة منفذي تلك التفجيرات".
جدير بالذكر ان بغداداستدعت سفيرها في دمشق التي ردت بعد بضع ساعات باستدعاء سفيرها في بغداد، حيث تتمسك الأخيرة بشرط تسليم مطلوبين بعثيين مقابل اعادة العلاقات الى سابق عهدها.
من جهته شدد متقي على أن اجتماعات دول الجوار العراقي تؤكد مساندة العراق والحفاظ على استقراره، وقال: "لا بد أن يعمل الجيران ويلتزموا وبارادة جادة لمساعدة العراق".
وذكر متقي أن زيارته الحالية تأتي في اطار تقديم التعازي للعراق حكومة وشعبا بوفاة الحكيم "وجئنا للتعزية باسم إيران حكومة وشعبا".(إفي)