هراري، 12 سبتمبر/أيلول (إفي): استقبل الرئيس الزيمبابوي روبرت موجابي في هراري اليوم وفدا رفيع المستوى من الاتحاد الاوروبي، معربا عن أمله في أن تمهد هذه الزياره الطريق لتحسين العلاقات بين الجانبين.
وقال موجابي قبل لقائه بالوفد الذي يترأسه مفوض التنمية والمساعدات الانسانية كاريل دي جوشت: "نستقبلهم بأزرع مفتوحه، ونأمل في أن تكون المحادثات مثمرة والنتائج إيجابية".
وأبرز دي جوشت أن هذه الزيارة التي تعد الأولي لوفد أوروبي رفيع المستوى، تهدف لتخفيف حدة التوترات مع زيمبابوي، وتحسين سبل التعاون من أجل التنمية.
ويخضع موجابي والعديد من المسئولين بحزبه (الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي)، وبعض رجال الأعمال التابعين لنظامه، الى عقوبات من قبل الاتحاد الاوروبي فضلا عن الولايات المتحدة ودول أخرى.
ويعتبر الرئيس الزيمبابوي وحزبه تلك العقوبات أحد العوائق الرئيسية أمام التطبيق الكامل للاتفاق السياسي الذي تم في فبراير/شباط الماضي، والقائم على تشكيل حكومة وحدة وطنية بالاشتراك مع حركة التغيير الديموقراطي.
وبفضل وساطة مجموعة تنمية دول جنوب القارة الافريقية، شكل موجابي وزعيم المعارضة مورجان تسفانجيراي حكومة وحدة من أجل إخراج البلاد من الأزمة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي بدأت منذ بداية فوضى الاصلاح الزراعي منذ 10 سنوات.
وأكد الاتحاد الاوروبي أن العواقب فردية ولا تؤثر على البلد الافريقي أو الاتفاق السياسي العام الذي أدى الى قيام حكومة وحدة وطنية، والذي تولي بموجبه موجابي منصب الرئاسة وتولى تسفانجيراي منصب رئيس الوزراء، فيما تولي زعيم فصيل الأقلية في حركة التغيير الديموقراطي آرثر موامبارا منصب نائب رئيس الوزراء.
ورغم زيارة الوفد الاوروبي الى البلد الافريقي الا ان رئيس الوزراء السويدي والرئيس الدوري للاتحاد الاوروبي فريدريك رينفيلدت، أكد نهاية الأسبوع الماضي في جنوب أفريقيا أن "الاتحاد الاوروبي غير مستعد لرفع العقوبات" المفروضة على زيمبابوي.
وجاءت تصريحات رينفيلدت بعد ان قال متحدث باسم الخارجية الزيمبابوية ان الاتحاد الاوروبي يتوجب عليه "الاعتذار" إزاء فرض عقوبات على موجابي ومن حوله، و"الاعتراف بخطأهم"، مشيرا الى ان "الاصلاح الزراعي في زيمبابوي لا رجعة فيه".
وتتناقض اللهجة التصالحية لموجابي اليوم مع كلماته العدوانية التي أطلقها بالأمس في مؤتمر مع شباب حزبه، والذي وصف فيه الغربيين بـ"البيض الدمويين"، واتهمهم بـ"إزدواجية الحديث" و"محاولة خداع الشعب الزيمبابوي".
من جانبه، قال دي جوشت ان الزيارة لا تهدف الى "عرض اتهامات أو الاعتذار"، ولكن لانشاء قاعدة مشتركة نستطيع الانطلاق منها نحو اتفاقات سياسية وتعزيز التعاون الشامل مع زيمبابوي".
وأبرزت وزيرة التنمية السويدية جونيلا جارلسون اليوم في هراري عدم مناقشة العقوبات المفروضة من قبل الاتحاد الاوروبي خلال هذه الزيارة.
ومن المنتظر ان يجتمع الوفد الاوروبي عقب لقائه بموجابي، مع تسفانجيراي لبحث سبل توطيد الروابط السياسية و فتح قنوات التعاون في المجال الانساني والتنمية.(إفي)