القاهرة، 10 سبتمبر/أيلول (إفي): أعربت إسبانيا عن دعمها لعملية الانتقال الديقراطية في مصر، كما عززت من الروابط الاقتصادية الثنائية، مع اجتماع وزير خارجيتها خوسيه مانويل جارسيا مارجايو بمختلف السلطات في القاهرة خلال زيارته الأولى للبلد العربي.
والتقى مارجايو صباح اليوم منفردا بالرئيس محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر، ورئيس الوزراء هشام قنديل، وكذلك بنظيره محمد كامل عمرو.
وخلال اجتماعه بمرسي تناول كلاهما خبرات بلديهما في عملية التحول الديمقراطي، حسبما صرح مارجايو لوسائل الإعلام خلال مؤتمر صحفي عقب المقابلة.
وأوضح الوزير الإسباني "المناخ كان وديا للغاية، تبادلنا خلاله الخبرات حول العملية الانتقالية للديمقراطية في كلا البلدين".
وحسب مارجايو، فإن الخبرة الاسبانية بشأن التحول إلى الديمقراطية تتميز ببعض الملامح التي يمكن أن تخدم الدول الاخرى "وفي هذا الصدد، فإننا أكثر من مستعدين لعرض هذه الخبرات على السلطات المصرية".
كما صرح "نحن من جانبنا نريد استمرار العلاقات الوطيدة مع مصر، على ان تكون العلاقة مع الحكومة المصرية قائمة على أساس الدبلوماسية الشعبية (تبادل الخبرات في كل المجالات)".
وقال أيضا بخصوص قضية رجل الأعمال المصري الهارب حسين سالم الموجود في إسبانيا التي يحمل أيضا جنسيتها "هذه القضية تنظر حاليا في القضاء وعندما يصدر الحكم فيها سنعطي قرارنا في هذا الشأن، لكننا نؤيد حق مصر الشرعي في استعادة أموالها".
وفيما يخص الجانب الاقتصادي للزيارة، فإن مارجايو الذي وصل السبت الماضي للقاهرة واجتمع أمس مع رجال أعمال إسبان، أعلن عن تأسيس مجلس رجال الأعمال الإسباني-المصري لتسهيل أنشطة الشركات في كلا البلدين.
وأبرز أن بلاده تمتاز بريادة في عدد من القطاعات مثل السياحة والطاقة المتجددة والبنى التحتية والقطار فائق السرعة وإدارة المطارات.
وأوضح أن هذا المجلس سيضم كافة الشركات بجميع الأحجام، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة "وهي التي بحاجة لمزيد من الدعم المؤسسي للقيام بعمليات تجارية في مصر".
كما أشار إلى أنه ناقش القيام بـ"استثمارات مشتركة في بلدان مجاورة مثل إعادة إعمار ليبيا".
وخلال اجتماعه بمرسي، أبرز الرئيس المصري أهمية الاستثمارات الأجنبية في بلاده، بينما شرح له مارجايو وضع الشركات الإسبانية في مصر.
كذلك نقل الوزير للرئيس المصري دعوة من الملك خوان كارلوس لزيارة إسبانيا، قبلها مرسي.
كما اجتمع مارجايو بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في مقر الجامعة، وناقش معه عدة قضايا أبرزها الوضع في سوريا وإيران وكذلك منطقة الساحل الواقعة شمال أفريقيا.
وقال رئيس الدبلوماسية الإسبانية "نثمن مواقف الجامعة العربية في مواقف كثيرة خاصة ما يحدث في المنطقة من أزمات، ونأمل في تكون هناك مشاورات مستمرة مع جامعة الدول العربية".
واتفق الوزير الإسباني مع العربي في مؤتمر صحفي لاحق على أن الوضع في سوريا ازداد سوءا خلال الأيام الماضية، وقال "نرى مزيدا من المجازر الوحشية ومزيدا من الحاجة لنزوح أشخاص داخل وخارج البلاد".
كما ناقش المسئولان عمل الوسيط الدولي الجديد لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، الذي تصادف وجوده اليوم في القاهرة للاجتماع مع العربي أيضا.
وأفاد مارجايو "الإبراهيمي سيحاول الاجتماع بأطراف النزاع في سوريا لوضع خارطة طريق ربما تكون أكثر نجاحا من تلك التي قدمها الوسيط السابق كوفي أنان ذات النقاط الست، والتي أدى فشلها لتقديم استقالته".
وأكد أن اللجنة الرباعية المشكلة من السعودية ومصر وإيران وتركيا تحاول حاليا البحث عن آخر فرصة للرئيس السوري بشار الأسد، كي يغادر سوريا في مهلة محددة، مبرزا كذلك علمه بتعيين ممثل دائم مغربي للجامعة العربية في سوريا.
وأضاف "من الواضح أن بشار الأسد لا يمكن أن يكون جزءا من عملية التحول الديمقراطي في سوريا، عليه مغادرة الحكومة في أقرب وقت"، موضحا أن النظام السوري "فقد شرعيته بقتله لأبنائه".
وبشأن المعارضة السورية، أبرز أنه رغم محاولات توحيدها فإنها لازالت منقسمة، وقال إنه سيتم عقد اجتماع جديد قد تستضيفه القاهرة مع مختلف القوى المعارضة.
كما أشار إلى ضرورة مواصلة الحوار مع قطاعات النظام السوري الحالي المستعدة للانطلاق نحو عملية انتقالية سياسية وديمقراطية. (إفي)