القدس، 15 مارس/آذار(إفي): حذر سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة مايكل اورين من أن العلاقات الامريكية الاسرائيلية تواجه اسوأ ازمة منذ 35 عاما رغم محاولات من جانب مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتقليل من حدتها.
وذكرت صحيفتا (هآرتس) و(يديعوت احرونوت) العبريتين اليوم أن اورين هاتف قناصل إسرائيل، طالبا منهم الشروع في "حملة اعلامية ودبلوماسية للتأكيد ان الإعلان عن بناء مستوطنات جديدة في القدس الشرقية لم يكن يستهدف المساس بزيارة جو باين نائب الرئيس الامريكي لتل أبيب".
وكان المستشار السياسي للبيت الأبيض ديفيد أكسيلرود قد وصف الخطة الاستيطانية الجديدة لإسرائيل في القدس التى أعلنت عنها تل أبيب بـ"الإهانة" مما يُصعب مفاوضات السلام في المنطقة.
وقال أكسيلرود، في تصريحات لقناة (إيه بي سي)، لدى إشارته إلى اعلان إسرائيل الذى تزامن مع جولة بايدن للمنطقة، إن "ما حدث هناك يعد إهانة، ولكن هذا ليس بالامر الأكثر أهمية. ما أدى إليه ذلك هو تصعيب عملية السلام".
وشدد المسئول الأحد "لقد بدأنا حوار تقارب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ثم يأتى الإعلان ليلغم العملية، وهو أمر يثير قلق جميع من يدفعون بفكرة السلام والأمن في المنطقة".
وتجنب أكسيلرود تناول المفاوضات الدبلوماسية التى تدور خلف الستار عقب هذا التطور الأخير لعملية السلام المتجمدة، مبرزا أهمية حل هذا الامر "الشائك".
تضاف تصريحات أكسيلرود إلى إدانات بايدن خلال جولته، والرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
وكان نتنياهو قد دعا، خلال الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء، الأحد إلى تخفيف أجواء التوتر مع الولايات المتحدة، معربا عن أسفه إزاء إعلان عن بناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية خلال زيارة بايدن.
وأوردت (هآرتس) أن نتنياهو واصل الليلة الماضية التشاور مع منتدى كبار وزراء الحكومة السبعة بشأن قائمة مطالب تقدمت بها كلينتون في محادثة هاتفية يوم الجمعة بعد انتقادها بشدة إعلان الأسبوع الماضي.
وتشمل قائمة كلينتون أربع خطوات تتوقع واشنطن أن ينفذها نتيناهو "لاستعادة الثقة في العلاقات الثنائية وتسمح باستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين".
وقالت الصحيفة العبرية إن المطلب الأول يشمل "التحقيق في العملية التى أدت إلى إعلان خطط بناء المستوطنات، وأن الامريكيين يسعون إلى رد رسمى من اسرائيل حول ما إذا كان ذلك يمثل خطأ بيروقراطيا أو عملا متعمدا تم تنفيذه لأسباب سياسية".
واضافت أن المطلب الثاني يتضمن "إلغاء القرار من جانب لجنة التخطيط والبناء بمدينة القدس الخاص ببناء 1600 وحدة سكنية جديدة فى رامات شلومو".
فيما يشمل المطلب الثالث القيام بتلميح جوهري حيال تمكين السلطة الفلسطينية من استئناف محادثات السلام، وتلميح الامريكيين بالإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين وان تنسحب قوات الجيش الاسرائيلي من مناطق اضافية بالضفة الغربية ونقلها للسيطرة الفلسطينية، مع تخفيف الحصار على قطاع غزة وازالة مزيد من حواجز الطرق في الضفة الغربية.
ويشمل المطلب الرابع، بحسب الصحيفة، إعلانا بأن المحادثات مع الفلسطينيين وحتى المحادثات غير المباشرة سوف تتناول كافة الموضوعات الجوهرية للصراع التى تشمل الحدود واللاجئين والقدس والترتيبات الامنية والمياه والمستوطنات.
وأشارت (هآرتس) إلى أن اثنين من مستشارى نتنياهو، هما يتشاك ملتشو ورون ديرمر، أجريا مباحثات مطولة الاحد مع مسئولين رفيعي المستوى بالبيت الابيض فى واشنطن ومع المبعوث الامريكي للشرق الاوسط جورج ميتشل سعيا لتهدئة الوضع.
وكشفت أن ميتشل سوف يعود إلى إسرائيل غدا الثلاثاء، و"يتوقع أن يصل إلى مسامعه ان نتنياهو ينوى اتخاذ الخطوات المقترحة". (إفي)