بروكسل، 19 يناير/كانون ثان (إفي): بعد إرجاء اختيار المفوضين الأوروبيين الجدد على خلفية بدء تنفيذ معاهدة لشبونة، تواجه المفوضية تحديا جديدا بعد إعلان البلغارية روميانا يليفا انسحابها من الترشح لمنصب مفوضة التعاون الدولي والمساعدة الإنسانية ومواجهة الكوارث، فضلا عن الشكوك التي تدور حول مرشحين آخرين، إلا أن هذا لم يمنع إسبانيا من الإعراب عن ثقتها في نجاح المفوضية في مباشرة مهامها في الموعد المحدد.
وعلى خلفية الشكوك التي دارت حول مصادر دخل يليفا، إضافة إلى تردد أنباء حول تورط البنك الذي يعمل به زوجها في أعمال غسيل أموال لصالح عصابات المافيا، أعلنت يليفا انسحابها من الترشح للمنصب، وهو الأمر الذي حول الأنظار إلى نائبة رئيس البنك الدولي كريستالينا جورجيفيا، كمرشحة جديدة لهذا المنصب.
وعلى الرغم من أنها لا تحظى بدعم من حكومتها، إلا أن رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أعلن عزمه الاجتماع بجورجيفيا "في أقرب وقت ممكن" للتوصل إلى اتفاق حول ترشحها لهذا المنصب، معربا عن ارتياحه إزاء ردة الفعل السريعة التي تعاملت بها صوفيا مع الانسحاب من الترشح، في الوقت الذي طالب فيه البرلمان الأوروبي بالمصادقة على المفوضين "بأقصى سرعة".
ومن جانبه أعرب رئيس البرلمان الأوروبي يرزي بوزيك عن أمله في أن تمثل جورجيفيا أمام البرلمان في الثاني من الشهر المقبل، كي يعلن البرلمان موقفه إزاء الأعضاء الجدد للمفوضية في التاسع من الشهر ذاته، بعد أن كان مقررا لها يوم 26 من الشهر الجاري، وذلك قبل يومين فقط من القمة التي تعقد لوضع استراتيجية اقتصادية للاتحاد الأوروبي.
وبدوره جدد زعيم الحزب الشعبي الأوروبي جوزيف داول دعم التكتل الذي يترأسه للبلغارية، مؤكدا أن "الاتهامات التي وجهت لها ملفقة"، إلا أنها "لم تتحمل الهجمات التي مست نزاهتها"، فيما وصف زعيم الحزب الاشتراكي بالبرلمان مارتين شولز الخطوة التي أقدمت عليها يليفا بـ"المتوقعة والتي لا يمكن تجنبها".
وأكد زعيم حزب الخضر بالاتحاد الأوروبي دانيل كون بينديت أن القرار الذي اتخذته يليفا، والذي تضمن التخلي عن منصبها السياسي كوزيرة للخارجية، كان "قرارا جيدا"، إلا أنه يعكس أن باروزو "لا يتحكم في الوضع بشكل جيد".
ورغم تخلي يليفا عن ترشحها لهذا المنصب، إلا أن الشكوك ما زالت تحوم حول مصادقة البرلمان الأوروبي على أعضاء المفوضية الجديدة، حيث أبدى العديد من البرلمانيين تحفظات على اختيار أولي ريهن لمنصب مفوض الشئون الاقتصادية والمالية وماركوس سيفكوفيتش لمنصب مفوض الشئون الإدارية واليونانية ماريا داماناكي لمنصب مفوضة شئون الصيد.
وبالرغم من ذلك أعرب وزير الخارجية الإسباني ميجل أنخل موراتينوس، الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، عن ثقته في أن تتمكن المفوضية الأوروبية من مباشرة عملها قريبا، مشيرا إلى أن اختيار أعضاء المفوضية الأوروبية أمر منوط برئيسها جوزيه مانويل باروزو، مؤكدا على أن بلاده "ترغب في مفوضية تعمل بكامل الاحترام وفي أقرب وقت ممكن".(إفي)