فيضانات وسط الصين.. مصائب قوم عند قوم فوائد

بكين، 19 يونيو/حزيران (إفي): بعد أن شهد وسط الصين أسوأ موجة جفاف يتعرض لها منذ نصف قرن، تمكنت فيضانات فصل الصيف من القضاء على مشكلات الجفاف في الكثير من المناطق، غير أنها من ناحية أخرى أدت إلى مصرع 94 شخصا، فيما اعتبر 78 آخرون في عداد المفقودين.



وأعلنت وزارة الشئون المدنية الصينية اليوم أن ما يزيد عن ثلاثة ملايين شخص تضرروا بسبب الفيضانات والأمطار الموسمية التي أثرت على 13 قسما إداريا بالصين وخاصة على حوض نهر يانجستي والذي جفت به الكثير من البحيرات والأنهار خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام نتيجة موجة الجفاف.



وتبرز التقارير الإقليمية أن الفيضانات دمرت في منطقة جوانجشي ما يزيد عن 465 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، بينما تقدر الخسائر الاقتصادية في مقاطعة تشجيانج بـ772 مليون دولار.



وتعد مقاطعة تشجيانج على الساحل الشرقي للصين، هي الأكثر تضررا بسبب الفيضانات والتي ارتفع منسوب مياه نهر كيانتانج، أهم أنهارها، إلى أعلى مستوياته منذ نصف قرن.



ومن جانبها ذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) أن أكثر من مليوني شخص تضرروا في مقاطعة تشجيانج وحدها، فيما اضطرت ألف شركة في المنطقة لوقف أعمالها.



وأجبر نحو نصف مليون شخص في مناطق أخرى بحوض نهر يانجستي على ترك منازلهم بسبب الأمطار الغزيرة والخوف من الفيضانات.



وتأثرت شبكة النقل في الصين بسبب الكوارث الطبيعة التي يشهدها العملاق الآسيوي منذ بداية العام الجاري، فعلى سبيل المثال أدت الانزلاقات الأرضية إلى انقطاع خط السكة الحديد الذي يربط بين مدينتي كونمينج وتشينجدو.



واضطر مطار تيانخه في مدينة ووهان عاصمة مقاطعة هوباي وسط جنوبي البلاد إلى وقف رحلاته لمدة ساعة، كما شهد الأسبوع الماضي تأجيلات في مواعيد رحلات الطيران بمختلف أنحاء الصين بسبب الأمطار الغزيرة.



ومن جانبهم أشار خبراء الأرصاد الجوية الصينية إلى احتمالية أن تهطل الأمطار مجددا هذا الأسبوع في المناطق الأكثر تضررا.



واعترف خبراء الأرصاد بأن هطول الأمطار الغزيرة أدى إلى الحد في كثير من المناطق من مشكلات موجة الجفاف التي لازالت تعاني منها بعض الأقاليم.



ولازالت بعض المناطق شمال شرقي الصين تشهد مشكلات في إمداد المياه مثل منطقة نينجشيا ذاتية الحكم ومقاطعة جانسو، حيث يعاني نحو مليون شخص من نقص المياه.



يذكر أن مناطق وسط وجنوب الصين دائما ما تشهد في شهور الصيف كوارث طبيعية وفيضانات تسببت العام الماضي في مصرع ما يزيد عن أربعة آلاف و300 شخص، في واحدة من أسوأ مواسم الأمطار في السنوات الـ12 الأخيرة



وحذر الخبراء من أن الصين ستستقبل هذا العام ما بين سبعة وثمانية أعاصير، الأمر الذي قد يزيد من خطورة الوضع الحالي. (إفي)