عم التفاؤل الأسواق المالية خلال التداولات الصباحية بعد البيانات السنغافورية التي أشارت لرفع تقديرات النمو خلال العام الحالي بعد أن نما الاقتصاد خلال الربع الأول على المستوى السنوي بوتيرة فاقت التقديرات بضعفين, و أكملت الأسهم الأوروبية مسيرة العطاء بالارتفاع في بداية التعاملات بعد ان أظهرت نتائج بعض الشركات أرباحا أفضل من التوقعات خلال الربع الأول.
بدأت التداولات الأوروبية اليوم باعلان شركة ASML التي تعد أكبر شركة أوروبية متخصصة بصناعة معدات أشباه موصلات عن نتائج الربع الأول التي فاقت التوقعات, و تتوقع الشركة تحسن ايرادات السنة المالية نتيجة لتحسن مستويات الانفاق لدى الأفراد و قطاع الأعمال, جيث سجل صافي الدخل ما قيمته 107 مليون يورو خلال الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي عند سجلت الشركة صافي الخسائر بقيمة 117 مليون يورو, في الوقت الذي كانت التوقعات تشير لأرباح بقيمة 101 مليون يورو .
تفتقر اجندتنا الاقتصادية اليوم للبيانات الاقتصادية الهامة, و مع هذا ارتفع الانتاج الصناعي بمنطقة اليورو خلال شهر شباط بأفضل من التوقعات مدعوما بتحسن مستويات الطلب على السلع و البضائع الأوروبية مثل السيارات و الفولاذ, حيث ارتفع مؤشر الانتاج الصناعي في منطقة اليورو خلال شهر شباط لأفضل من التوقعات مسجلا 0.9% فيما كانت القراءة السابقة بنسبة 1.7%، و على المستوى السنوي ارتفع المؤشر ليصل إلى 4.1% وجاء بأدنى من القراءة السابقة التي كانت بنسبة 1.4%.
بدأ الانتاج الصناعي في المنطقة الأوروبي بالارتفاع لمواكبة التحسن الملحوظ في الصادرات الأوروبية بعد أن تحسنت مستويات الطلب العالمي على البضائع الأوروبية مستفيدا من الانخفاض بقيمة اليورو أمام العملات الرئيسية ليعطي السلع ميزة تنافسية أمام غيرها من المنتجات الآخرى.
تحسن مستويات الطلب العالمي بعد ما أظهرته الاقتصاديات العالمية و خاصة الدول الأسيوية على رأسها الصين و الهند امن اشارات لتسارع النمو خلال العام الحالي و هذا بدوره سيؤدي لانتعاش الاقتصادي العالمي, حيث يتوقع صندوق النقد الدولي بأن ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 10% خلال العام الحالي و هذه أفضل تقديرات للنمو عالميا.
لا تزال التوقعات المستقبلية بنمو منطقة اليورو خلال الفترة الراهنة ضعيفة جدا , فعلى الرغم من التطورات العديدة الذي أظهرها الاقتصاد من نمو باداء القطاع الصناعي و الخدمي و تحسن بمستويات الثقة, إلا أن مستويات النمو بالمنطقة منخفضة متأثرة بارتفاع معدلات البطالة عند 10%, و توسع العجز في الميزانية العامة لدى العديد من الدول الاوروبية على رأسها اليونان, هنغاريا, أسبانيا , برتغال , المملكة المتحدة.
تراجعت اليوم الأسهم اليونانية بعد تصريح الملياردير الأمريكي جورج سوروس أمس بأن اليونان لا تزال تواجه مخاطر عدم القدرة على سداد الديون على الرغم من خطة الإنقاذ التي قدمتها المفوضية الاوروبية , حيث يرى سوروس بأن تكلفة الاقتراض مرتفعة على القروض الأوروبية ضمن خطة الانقاذ.
أقر وزراء مالية منطقة اليورو في 11 من نيسان الجاري تقديم قروض أوروبية لليونان بقيمة 30 مليار يورو (41 مليار دولار) لمدة ثلاث سنوات القروض بمعدل 5 % في حال عدم قدرة اليونان على زيادة رأس المال من مصادر تجارية.
المملكة المتحدة
مع اقتراب الانتخابات البريطانية العامة في البلاد في السادس من الشهر القادم تزداد حدة التوتر السياسي بين حزب العمال الحاكم بقيادة جوردن بروان و حزب المحافطين المعارض بقيادة ديفيد كاميرون , حيث يحاول كل من الحزبين اثبات بأنه قادر على تقليص العجز في الميزانية العامة.
قدم كل من الحزبين البرنامج الانتخابي خلال الانتخابات البريطانية, في الوقت الذي لا تزال استطلاعات الرأي تظهر بأن الحزبين متقاربيين جدا مما جعل سيجعل النتائج الغير حاسمة مما بالنهاية للبرلمان المعلق.
ارتفاع الديون في الاراضي الملكية قاد لتوسع العجز في الميزانية لمستويات قريبة من 11% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الحالي, مقارنة بأكبر عجز في الاتحاد الأوروبي في اليونان عند مستويات 12.7% من الناتج المحلي الإجمالي , هذا التوسع في العجز في الميزانية العامة يزيد لمخاطر تعرض بريطانيا لمخاطر عدم القدرة على سداد القروض أو حتى تخفيض التصنيف الائتماني للمملكة المتحدة الذي بمستويات AAA)).
وعد السيد بروان بتقليص العجز في الميزانية العامة للنصف خلال الأربعة سنوات القادمة, بالمقابل تعهد كاميرون بتقليص الانفاق العام خلال العامين القادميين لتقليص العجز بوتيرة أسرع من خطة السيد بروان.