سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)، 24 مارس/آذار (إفي): حقق قرار شركة "جوجل" الأمريكية العملاقة في خدمات الانترنت بوقف خضوع محركها البحثي باللغة الصينية لرقابة بكين نجاحا عابرا، أعقبه قيام سلطات بكين بغلق نتائج البحث "الحساسة" في البلاد على الشبكة.
وكانت "جوجل" قد لجأت إلى مناورة يوم الاثنين الماضي للقفز على القيود المفروضة على الشبكة المعلوماتية في الصين، وقامت بتحويل مستخدمي محركها البحثي باللغة الصينية google.cn أو google.com آليا إلى موقعها في هونج كونج .google.com.hk الذي يسمح للمتصفحين بالوصول إلى المواقع التي كانت بكين تطلب من الشركة حجبها في عمليات البحث.
لكن ظهر للمتصفحين الليلة الماضية أن عمليات البحث على مصطلحات تعتبرها الحكومة الصينية حساسة مثل مذبحة طلاب الميدان السماوي (تيانانمين) وقمع احتجاجات التبت وشينجيانج، تقدم نتائج لا تخضع للرقابة ولكن ليس من الممكن الوصول الى محتوياتها.
وظهرت العديد من الروابط، تظهر بها الصفحة بيضاء لدى فتحها وتعطي تقريرا بوجود خطأ، خاصة في عمليات البحث التي تجرى باللغة الصينية على مثل هذه المصطلحات.
وأقرت المتحدثة باسم "جوجل" كريستين تشين أن بعض نتائج البحث تبدو "مغلقة"، لكنها أشارت إلى أنه "لا يزال بالإمكان الدخول على النظام برمته".
ومن ناحية أخرى، انتقدت السلطات الصينية قرار الشركة الأمريكية واتهمتها بعدم الالتزام بالوعود التي قطعتها على نفسها لدى دخول البلاد منذ 4 سنوات.
وتجنب متحدث باسم وزارة الصناعة الصينية توضيح ما إذا كان نقل "جوجل" لمحركها البحثي باللغة الصينية إلى هونج كونج قانونيا، وما إذا كان سيتم إغلاق مواقع "جوجل" برمتها في الصين، حيث يتوقع بعض الخبراء حدوث هذا الأمر في وقت قريب.
وفي سياق متصل، أشاد العديد من المحللين والمنظمات الحقوقية مثل "هيومان رايتس ووتش" بقرار الشركة صاحبة محرك البحث الشهير على الشبكة العنكبوتية، وحثوا الشركات الاخرى العاملة في نفس المجال على ان تحذوا حذو "جوجل" ويرفضوا الخضوع للرقابة الحكومية في الصين.
وتخشى الأسواق أن يلحق القرار الضرر بشكل بالغ بنمو "جوجل" في العملاق الاسيوي الذي يضم أكبر عدد لمتصفحي الانترنت في العالم بواقع 384 مليون مستخدم، وتستحوذ الشركة الأمريكية فيه على 30% في مقابل 60% لمحرك "بايدو" الصيني.
وتتمثل المخاطر الأولى في محاولة شركات الإعلان تجنب الوقوع في مشكلات، وتوجيه إعلاناتها إلى مواقع أخرى، حيث تعتبر الإعلانات مصدر الدخل الرئيسي للشركة الأمريكية.
وقد انخفضت قيمة أسهم الشركة في تعاملات يوم الثلاثاء في بورصة ناسداك بنيويورك بنسبة 1.5% ليغلق سعر السهم عند 549 دولار، ولتصل القيمة الإجمالية لتراجعه منذ بدء التوتر مع بكين في شهر يناير/كانون ثان إلى 6%. (إفي)