أعلن رئيس الوزراء الحالي السيد جرودن بروان اليوم عن موعد الانتخابات العامة في 6 من أيار القادم, و كان الإعلان في 10 شارع داوننج في لندن بعد سفره الى قصر باكنغهام مطالبا الملكة اليزابيث الثانية الى حل البرلمان في 12 أبريل.
تراجع زوج الجنيه مقابل الدولار بنسبة 1 % بعد أن أظهر استطلاع تقدم براون حزب العمال بفارق 4 نقاط مئوية ، وهذا ما يكفي ليجعل حصة حزب العمال الأكبر في مجلس العموم, و يتناقض هذا الاستطلاع مع استطلاع يوجوف بي الذي اظهر ان زعيم حزب المحافظين المعارض ديفيد كاميرون تقدم على حزب العمل 10 نقطة من 2 نقطة.
تحدد نتيجة التصويت مدى سرعة الحكومة المنتخبة بتخفيض العجز في الميزانية العامة الذي ارتفع لمستويات قياسية بعد أن ارتفع الانفاق العام , حيث تراكمت الديون العامة و تتزايد التوقعات بأن تترفع نسبة الديون إلى الناتج المحلي الإجمالي فوق مستويات 12% خلال العام الحالي, فمهمة الحكومة القادمة بالدرجة الأولى معالجة هذا العجز.
صرح براون بوقت سابق أن كبح مستويات الانفاق بسرعة يشكل مخاطر كبيرة جدا على مسيرة الانتعاش في المملكة المتحدة, في الوقت الذي يرى فيه المحافظون الحل لتقليص العجز هو خفض الانفاق العام , ولكن فشل في الانتخابات بتحقيق أغلبية في البرلمان من كل الطرفين ستضعف مسيرة الإصلاح الاقتصادي في المملكة المتحدة و قد يعرضها لخطر عدم القدرة على سداد الديون العامة, أو تخفيض التنصيف الائتماني.
قال براون في خطاب أمام مقر رئاسة الوزراء في داونينج ستريت في العاصمة لندن "أطلب من الشعب تفويضا واضحا يمكنا من انقاذ الاقتصاد واستعادة الثقة في السياسة الداخلية".
تعهد بروان بنظام ضرائب عادل وبخفض العجز في الميزانية بمقدار النصف خلال السنوات الأربع المقبلة، فيما حذر البريطانيين من أن خسارة العمال للانتخابات سيعرض الانتعاش الاقتصادي للخطر.
يتعين على الحزب الفائز في الانتخابات ان يحصل على 326 مقعدا على الاقل ليتمكن من تشكيل حكومة اغلبية، والا سيتعين عليه اللجوء للتحالف مع احد الاحزاب الاخرى.
يدخل حزب العمال، الذي يحكم البلاد منذ 13 عاما الانتخابات وهو يتمتع باغلبية 48 مقعدا في مجلس العموم، اي ان خسارته لـ 24 مقعدا ستعني خسارة الاغلبية التي يتمتع بها, ومهما تمخضت عنها الانتخابات من نتائج، سيتغير شكل مجلس العموم تغييرا جذريا عما هو الآن.
يفتح هذا الإعلان الباب لانطلاق الحملات الانتخابية والتي ستتوج بسلسلة من المناظرات المتلفزة هي الأولى في تاريخ السياسة البريطانية ويشارك فيها زعماء الاحزاب الثلاثة الرئيسية وهي حزب العمال وحزب المحافظين وحزب الديمقراطيين الاحرار.
لابد لنا للأشارة لتوقعات السيد اليستر دارلينغ رئيس الخزينة في 24 من شباط ببلوغ العجز في الميزانية العامة لمستويات 11.1% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام القادم علما بأن العجز الحالي في الموزانة يصل إلى مستويات 163 بليون جنيه حتى آذار الحالي.
عزيزي القارئ , اليوم هو يوم سياسي بحت في المملكة المتحدة فجميع الأنظار مسلطة على الانتخابات العامة التي توصف بأنها غير محسومة النتيجة و التي تعكس حالة من التوتر السياسي و المخاوف حول مستقبل التطور الاقتصادي في البلاد.
من المنظور الاقتصادي صدر اليوم مؤشر مدراء المشتريات للخدمات الذي سجل نموا لأول مرة منذ ما يقارب عامين , حيث ارتفع المؤشر ليسجل 53.1 من 48.5 , يؤكد البيان بأن قطاع البناء في المملكة قد تعافى من الأثار السلبية للركود الاقتصادي و لينضم هذا القطاع لمثيله الخدمي و الصناعي مما يدعم جميع التوقعات بقرب الانتعاش الاقتصادي في الأراضي الملكية.