فيينا، 27 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): ينهي المدير العام لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي الاثنين المقبل رئاسته للمنظمة الدولية مكللا بالعديد من الانجازات، وتاركا خلفه العديد من الذكريات الحزينة مثل الإخفاق في منع غزو العراق وتطورات الملف النووي الإيراني.
واختير البرادعي للمرة الأولى عام 1997 لتولي رئاسة الوكالة خلفا للسويدي هانز بليكس الذي شغل نفس المنصب لعقدين متتالين.
وخلال فترة ولايته الأولى، اتسم عمل البرادعي بالطابع الروتيني واجراء الفحوصات التقليدية لمنشآت كوريا الشمالية والعراق.
وبعد اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001 واصرار الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش على امتلاك العراق لأسلحة نووية، بات ظهور البرادعي أكبر في وسائل الاعلام والصحف العالمية.
ويرى الخبير الأمريكي مايكل أدلر، الباحث في مركز "ودرو ويلسون"، أن هذه الفترة أكسبت البرادعي شهرة عالمية كبيرة، فضلا عن قدرته على "اعطاء لمسة خاصة لادارته للوكالة".
ومن أهم النقاط التي يرى أدلر أنها صبت في صالح البرادعي، قضايا الشرق الأوسط المتعلقة بالوكالة كونه "عربيا مسلما"، مما أعطى مواقفه قدرا من "المصداقية".
وكان تفكيك البرنامج النووي الليبي في 2004 من أهم انجازات البرادعي بعد موافقة الزعيم معمر القذافي على انهائه تحت اشراف الوكالة.
وعلى النقيض، كانت من أبرز اللحظات التي أحبطت البرادعي كانت حينما فشل في عدم انهاء فحص المنشآت العراقية لاثبات عدم حيازتها لبرنامج نووي سري لتصنيع أسلحة الدمار الشامل.
ويرى مراقبون أن الفشل في العراق ربما يكون هو السبب الرئيسي في اصرار البرادعي منذ بدء الأزمة الإيرانية النووية في 2003 على عدم انهائها بنفس طريقة العراق.
وتوج البرادعي في 2005 بجائزة نوبل للسلام، مناصفة مع الوكالة الذرية، للجهود التي بذلها لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.
ووصف البعض حصول البرادعي على الجائزة بمثابة الضربة "الخفية" التي وجهت لواشنطن عقب غزو العراق ومحاولتها منع البرادعي من تولي رئاسة الوكالة لفترة ثالثة.
ولم تشفع الجائزة التي حصل عليها البرادعي لإنجاح المؤتمر الذي أقيم لمراجعة اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية في 2005 جراء الخلافات التي نشبت بين الدول المشاركة وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وخلال الفترة التي ترأس فيها البرادعي المنظمة تعرض للعديد من الانتقادات الأمريكية من ادارة بوش بسبب طريقة تعامله "الناعمة"، على حد وصف واشنطن، للملف النووي الإيراني.
وجاء تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما للسلطة ليساهم في زيادة دعم البرادعي قبل تركه لمنصبة وامتداحه من العالم بأكمله، لدرجة أن بعض الأحزاب السياسية في مصر تسعى لضمه ليخوض الانتخابات الرئاسية القادمة في 2011.
يذكر أن الياباني يوكييا أمانو سيخلف البرادعي في رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. (إفي)