مدريد، 31 ديسمبر/كانون أول (إفي): اختارت الحكومة الإسبانية شعار "نحو أوروبا جديدة" لبرنامجها خلال رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي التي تبدأ في الأول من يناير/كانون ثان 2010 ولمدة ستة أشهر.
ويشير الشعار، الذي اعلنته بشكل رسمي وزارة الخارجية الإسبانية، إلى عزم مدريد دعم مشروعات التحديث في مؤسسات الاتحاد، وخطط التعافي الاقتصادي للخروج من الازمة العالمية، والعمل في ذات الوقت على تحويل أوروبا إلى عنصر أكثر فاعلية على الساحة الدولية.
ويتجلى هدف اختيار الشعار في مقدمة البرنامج الذي يلخص في 51 صفحة أولويات رئاسة الاتحاد الأوروبي المقبلة، التي اعلن عن تفاصيلها رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجث ثاباتيرو ووزراء آخرون خلال الفترة الاخيرة.
وتندرج تلك الاولويات تحت أربعة عناوين رئيسية هي: "تطبيق سريع ومتكامل لمعاهدة لشبونة"، و"تعافي اقتصادي وتوفير فرص عمل في أوروبا حتى عام 2020"، و"أوروبا كعنصر فعال مسئول ومتضامن على الساحة الدولية"، و"أوروبا تنعم بالحقوق والحريات لكافة المواطنين".
وتشير مقدمة البرنامج إلى أن رئاسة إسبانيا تأتي في "وقت استراتيجي بالنسبة لأوروبا"، في ظل الأزمة المالية العالمية، ودخول المعاهدة الجديدة حيز التنفيذ، وهو ما يدفع حكومة مدريد للعمل على ان تمثل تلك الفترة صفحة جديدة في التاريخ الاوروبي، حتى يتمتع الاتحاد بقدر أكبر من الوحدة والكفاءة في استجابته للتحديات الدولية.
ولتحقيق هذا الهدف، تؤكد مدريد على أهمية مشاركة المواطنين ودعمهم لـ"إثراء حقوقهم وحرياتهم وأمنهم"، ولتحقيق قدر أكبر من المساواة بين الرجال والنساء في مختلف المجالات.
وبجانب شعار برنامج الرئاسة، يظهر "شعار مصور" تشترك فيه إسبانيا مع بلجيكا والمجر، اللتان ستشغلان الرئاسة الدورية للاتحاد خلال النصف الثاني من العام المقبل والنصف الأول من عام 2011 على التوالي.
كما يبرز عنوان الموقع الإلكتروني الخاص بالرئاسة الإسبانية للاتحاد والذي يضم كافة المعلومات المتعلقة بالحدث وجدول أعمال الاتحاد خلال النصف الأول من 2010 (WWW.eu2010.es).
وكان رئيس الوزراء الاسباني قد أكد قبل ايام من بدء تولي إسبانيا الرئاسة الدورية للاتحاد، بالعمل على تعزيز علاقات الاتحاد بالولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية ودول البحر المتوسط، من أجل ضمان التطبيق الأمثل لاتفاقية لشبونة التي دخلت حيز التنفيذ مطلع ديسمبر/كانون أول 2009.
وفيما يخص العلاقات الخارجية، حدد ثاباتيرو أولويات بلاده والتي تتمثل في منطقة البحر المتوسط والصراع في الشرق الاوسط، وأمريكا اللاتينية والعلاقات مع روسيا وشمال أفريقيا.
كما أكد أن حكومته عملت خلال عام 2009 على تعزيز المكانة السياسية لإسبانيا على المستوى الدولي، واعرب عن ثقته في ترسيخ هذه المكانة خلال الرئاسة الدورية للاتحاد أوروبيا وعالميا، مشيرا إلى أن النصف الأول من 2010 يمثل تحديا بالنسبة لحكومته، خاصة فيما يتعلق ببدء التعافي الاقتصادي.
واستشهد بأداء حكومته في التعامل مع قضية الناشطة الصحراوية أمينة حيدر، التي تمكنت من العودة لمدينة العيون بعد أكثر من شهر من الإضراب عن الطعام، وكذلك في التعامل مع قضية السفينة الاسبانية آلاكرانا التي تعرضت للاختطاف على أيدي قراصنة صوماليين، مشيرا إلى أن هذه الأحداث دعمت مواقف السياسة الإسبانية الخارجية.
وتعهد ثاباتيرو بتطبيق "تام وسريع" لمعاهدة لشبونة بجميع جوانبها، وبخاصة فيما يتعلق بمهام شخصية الرئيس الجديد للمجلس الاوروبي وهو المنصب الذي يتولاه البلجيكي هرمان فان رومبي، وتوجيه رعاية خاصة لتعزيز منصب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية، الذي تتولاه كاثرين أشتون.
وتسعى المعاهدة الجديدة، التي تم الاتفاق عليها من قبل أعضاء الاتحاد في العاصمة البرتغالية لشبونة في 13 من ديسمبر/كانون أول من عام 2007 ، إلى اتخاذ قرارات أكثر فاعلية، وإضفاء الديمقراطية على العملية التشريعية، بمنح سلطات أكبر للبرلمان الأوروبي الذي يتم اختيار أعضائه في اقتراع عام كل خمس سنوات.
كما تتيح المعاهدة الادوات اللازمة لتمكين الاتحاد من التعبير عن صوته كقوة موحدة في القضايا الدولية من خلال وجود منصب ثابت لرئيس المجلس الاوروبي، بالاضافة الى منصب "الممثل الاعلى" ذي المسئولية المزدوجة كنائب لرئيس المفوضية الأوروبية بالاضافة الى خدمة الدبلوماسية المشتركة للدول والمؤسسات العليا.
وفيما يخص المجال الاقتصادي، أوضح ثاباتيرو ان إسبانيا ستولي رعاية خاصة للقضايا المتعلقة بالمجال الاقتصادي والخروج من الازمة العالمية، متعهدا ببذل المزيد من الجهود للتوصل إلى تشكيل حكومة مشتركة لاقتصاديات اعضاء الاتحاد الـ27 الاعضاء، موضحا ان هذا يعد أفضل ضمان للاستقرار والنمو في المستقبل.(إفي).