انتخابات رئاسية وبرلمانية حامية غدا في بيرو وسط توقعات بجولة ثانية

ليما، 9 أبريل/نيسان (إفي): يتوجه مواطنو بيرو غدا الاحد إلى صناديق الاقتراع لانتخاب خليفة للرئيس الحالي آلان جارسيا في انتخابات تعد الاكثر حمية في التاريخ لانه للمرة الاولى يتركز السباق بين خمسة مرشحين قادوا حملة اختلفت فيها تفضيلات الناخبين.



وتمت دعوة قرابة 20 مليون ناخب (من أصل 30 مليون نسمة) للقدوم لصناديق الاقتراع غدا من أجل انتخاب الرئيس ونائبيه و130 نائبا بالبرلمان و15 ممثلا لبرلمان الانديز.



ويعد التصويت اجباريا في بيرو ويعاقب على التغيب عنه بغرامات.



وتصدر القومي أويانتا أومالا استطلاعات الرأي عقب بدء سباق الرئاسة منذ اسابيع وجاءت النائبة كيكو فوخيموري، نجلة الرئيس البيرواني السابق ألبرتو فوخيموري (1990-2000)، في المركز الثاني.



وبرز بين المرشحين الرئيس السابق أليخاندرو توليدو (2001-2006) الذي يحظى بشعبية كبيرة، ويأتي بعد ذلك عمدة ليما السابق لويس كاستينيادا والوزير السابق بدرو بابلو كوشينسكي.



وتفيد جميع المؤشرات بانه سيتم اجراء جولة ثانية متوقعة في الخامس من يونيو/حزيران المقبل.



ودخل أومالا، عسكري متقاعد (48 عاما) مجال السياسة في عام 2000 عندما تزعم تمردا ضد ألبرتو فوخيموري. وخسر في الانتخابات الماضية خلال الجولة الثانية أمام آلان جارسيا بسبب صلته بحكومة الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز المثيرة للجدل.



وتقدم في الحملة الانتخابية الاخيرة كيساري معتدل وكان اكثر حرصا فقد خفف من حدة خطابه القومي وحدد مسافة مع شافيز حيث طالبه بـ"عدم التدخل" في العملية الانتخابية البيروانية. ومع ذلك فانه لا يزال يتحدث عن تشجيع المنتجين الصغار الذين يعتبرهم ضحايا للسياسات المؤيدة للاغنياء.



ومنذ تصدر أومالا استطلاعات الرأي، ضعفت الاسواق المالية المحلية مثل بورصة ليما والعملة المحلية، لكنها تعافت الاسبوع الماضي قليلا وسط حذر المستثمرين.



وتحظى النائبة فوخيموري (35 عاما) بدعم انصار والدها المحكوم عليه بالسجن 25 عاما في جرائم ضد الانسانية الذين يرون انه انقذ بيرو من عنف الجماعات المسلحة وحقق الاستقرار بالاقتصاد الوطني.



وبرغم الجدل الدائر حول والدها، فان فوخيموري لم تخشى عند تأكيدها علنا انها ستستأنف بعض الاستراتيجيات التي طبقت خلال العقد الذي كان يتولى والدها فيه السلطة وخاصة تلك التي تعتبرها ناجحة.



وعاد توليدو (64 عاما) للحياة العامة بحملة أبرز فيها اصله المتواضع وجهوده لكي يصبح سياسيا شعبويا حيث تخرج في جامعة ستانفورد الامريكية التي تعد واحدة من اعرق الجامعات في العالم.



ويسعى الرئيس السابق للحصول على فرصة ثانية، لكن في هذه المرة سعت حملته لتحسين صورته بسبب قيام منافسيه باظهار نقاط الضعف في حكومته السابقة مثل بعض النفقات الحكومية المفرطة وكذلك انجاب ابنته خارج اطار الزواج في بلد معظم سكانه يعتنقون الديانة الكاثوليكية.



وتركزت استراتيجية توليدو بشكل كبير على التحذير من "المخاطر" المفترضة التي يمكن ان تؤثر على الديمقراطية في حال وصول فوخيموري أو أومالا للرئاسة.



وسيتولى الفائز في الانتخابات رئاسة بلد يحظى باستقرار اقتصادي كبير ومعدل نمو سنوي لا يقل عن 7% خلال الاعوام الخمسة الاخيرة.



يذكر ان بيرو تحظى بواحدة من الاقتصادات الاكثر استقرار في أمريكا الجنوبية بفضل اصلاحات هامة مثل انفتاح السوق الداخلي والتشجيع الكبير للاستثمار الخاص الوطني والاجنبي وامتلاك قوانين مالية ونقدية صارمة.(إفي)