نيودلهي، 19 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): في الوقت الذي يجب ان تنشغل فيه اصابع الاطفال الهنود بالرسم والكتابة والتلوين، يقومون سرا بلف السجائر الاكثر مبيعا في المجتمع الهندي وهو ما يلحق بهم الضرر على المستويين الصحي والنفسي.
ووفقا لتقديرات الجمعيات الاهلية غير الحكومية في البلد الاسيوي الصادرة عن الاحصاء الذي اعد عام 2001 ، فإن قرابة ربع مليون طفل هندي يعملون في صناعة (البيري) وهي السجائر الاكثر تداولا في البلد الاسيوي، الا ان السلطات ترجح زيادة هذا العدد نظرا للارتفاع الملحوظ في انتاج السجائر، مشيرة الى ضلوع الاطفال الذين يعملون على الارجح في الخفاء.
ويشير الناشط كارابي ماجومدار في حديث لوكالة (إفي) انه قام باعداد دراسة عن عمالة الاطفال في الهند في هذا المجال بالتعاون مع جمعية المتطوعين لاجل الصحة الهندية، مشيرا "بالرغم من اعداد الدراسة لم نتمكن من ايجاد اية بيانات رسمية عن الاطفال، وبالمثل فإن الاباء لا يدلون بأية تصريحات في هذا الشأن".
ووفقا لبيانات استقتها الجمعيات الاهلية من مصادر حكومية، يوجد 5.8 مليون مواطن هندي يعملون في مهنة لف السجائر التقليدية ذات النكهة العطرية.
وعلى الرغم من حجم العمالة الرسمي المشار اليه الا ان الاطفال يمثلون "العمود الفقري" في هذه الصناعة، لافتا الى تقرير منظمة الصحة العالمية الذي يشير الى ضلوع 1.7 مليون طفل على الاقل لممارسة هذه المهنة، وهو ما يعني ان ثلث القائمين على هذه الصناعة من الاطفال.
وأوضحت الدراسة التي اعدها الناشط الهندي ان الطفل الذي يمارس هذا النوع من العمل قادر على لف ألف سيجارة يوميا، وأجره اليومي يتراوح ما بين 23 و40 روبية (33 الى 58 سنت من اليورو).
وكشفت المنظمات الاهلية الهندية المعنية بهذه القضية بياناتها قبل يوم واحد من الاحتفال باليوم العالمي للطفل الذي يوافق غدا الجمعة.
وبهذا الشكل تتحول منازل هؤلاء الصغار الى مصانع سرية تعد فيها هذه السجائر، فتتمكن الشركات من خفض نفقاتها وبالمثل التهرب من الضرائب.
يشار الى ان البلد الاسيوي كان قد أصدر قانونا عام 1960 يقضي بحق الاطفال في التعليم المجاني الذي تكفله الدولة في الفئة العمرية من 6 الى 14 عاما. (إفي)