تراجعت الأسواق الأوروبية ببداية التعاملات الصباحية اليوم متبوعة بمثيلتها الأسيوية بعد سيطرة المخاوف في الأسواق على مستقبل الانتعاش الاقتصادي العالمي, و قبيل الاعلان عن التقارير الأمريكية التي من المتوقع أن تضفي مزيدا من الدلائل على تباطؤ وتيرة النمو في البلاد.
كان من أهم البيانات الاقتصادية على الاجندة الاقتصادية اليوم ثبات القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي الألماني خلال الربع الثاني, ثم سيطر الهدوء النسبي على الأسواق المالية مع غياب البيانات الاقتصادية الهامة و المحركة.
أصبح المستثمرين في الوقت الحاضر أكثر حذرا بعد البيانات الاقتصادية الضعيفة من الولايات المتحدة الأمريكية , و حالة عدم التأكد المسيطرة على أوروبا , و أضف إلى ذلك الاشارات التي قدمتها الاقتصاديات الآسيوية التي تشير إلى تباطؤ وتيرة الانتعاش الاقتصادي, مع حالة الحذر يميل المستثمرين لاقلاع عن شراء الأصول ذات العائد المرتفع و هذا بدوره ما سبب انخفاض في قيمة اليورو مقابل الدولار الأمريكي خلال الأسبوعيين الماضيين.
فبعد حالة الذعر التي نشرتها أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو و التي أشعل فتيلها اليونان يسيطر في الوقت الحالي ما يسمى بالمخاوف الكلاسيكية على الأسواق أي بما معناه أن المستثمرين يخشون من تعثر مسيرة الانتعاش الاقتصادي العالمي و ما سيكون له اثر سلبي على الأسواق.
يعود مصدر المخاوف في الأسواق إلى البيانات الاقتصادية الضعيفة التي قدمها الاقتصاد الامريكي و الاقتصاديات الأسيوية و التي تشير إلى احتمالية العودة إلى مرحلة الانكماش مرة أخرى بعد أن استطاعت الاقتصاديات الخروج من دائرة الركود الاقتصادي.
أما في أوروبا , فالأوضاع الاقتصادية مختلطة فلقد أقرت معظم الحكومات الاوروبية الخطط التقشفية لتخفيض العجز في الميزانية العامة , و يتواكب مع هذه الخطط أيضا ارتفاع معدلات البطالة في البلاد إلى مستويات 10% الاعلى منذ 12 عاما كنتيجة لاحقة للركود الاقتصادي الذي سيطر على البلاد خلال العاميين ماضيين.
في المقابل يواصل القطاع الصناعي و الخدمي نموه خلال الأشهر الماضية فوق الحد الفاصل لنمو و الانكماش 50, و ارتفعت مستويات الثقة في البلاد خلال تموز لأعلى مستويات منذ أكثر من عامين, نشرت نتائج اختبارات الملاءة المالية للبنوك الاوربية الثقة لدى المستثمرين بقدرة القطاع المصرفي الأوروبي على تحمل خسائر الديون العامة و خاصة بعد فشل 9 بنوك من أصل 91 بنك أوروبي فالنتائج جاءت افضل من التوقعات مما أكد بأن القطاع المصرفي تستطيع الوقوف في وجه الأزمات.
عزيزي القارئ, تعيش القارة الأوروبية في الوقت الراهن حالة من التوتر و القلق خوفا من عدم كفاءة الخطط التي وضعتها الحكومات بتقليص العجز في الميزانيات العامة خاصة مع قيام شركات التصنيف الائتماني بالتحذيرات من تخفيص التصنيفات , و الخوف من الأثر السلبي لهذه الخطط على مستقبل الانتعاش الاقتصادي مع البيانات الاقتصادية الضعيفة الصادرة من الاقتصاديات.