بيروت، 20 يناير/كانون ثان (إفي): أعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية سعد الحريري أنه سيكون المرشح عن الاغلبية لتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدا التزامه بدرء الفتنة عن بلاده "مهما كان الثمن".
وقال الحريري في كلمة وجهها إلى اللبنانيين مساء اليوم "ملتزم بترشيحي لرئاسة الحكومة من كتلة نواب المستقبل وسائر النواب"، مشيرا إلى أن تيار 14 آذار اختار الاحتكام إلى "المؤسسات والدستور" وعدم الذهاب إلى الشارع" مثلما طالبت المعارضة.
وأضاف الحريري أن لبنان تمر بـ"منعطف مصيري"، مشددا على أن "القادة السياسيين والروحانييين يملكون المصير الذي سيذهب إليه البلاد".
ونفى أن يكون "الخارج يرسم خارطة الطريق نحو الهاوية"، مؤكدا على أن "القيادات يمكنها أن تنأى بلبنان عن الهاوية".
واعتبر الحريري المساعي السورية السعودية كانت بمثابة "سبيل للخروج من النفق"، ولكنها لم تنجح في حل الأزمة شأنها شأن الجهود التي قادتها قطر وتركيا، وأن المعارضة تمسكت بإقصائه عن رئاسة الحكومة رغم انه قرر "الذهاب مع التسوية لأبعد مدى ممكن".
وقال "المسئولية الوطنية تفرض إيجاد ثغرة في الحائط المسدود، وإذا كان الهدف إبعادي عن الرئاسة فلا بأس، هناك مسار دستوري. سنذهب إلى الاستشارات النيابية التي سيجريها الرئيس (ميشيل سليمان) يوم الاثنين"، مؤكدا على التزامه بالترشح عن تيار المستقبل لرئاسة الحكومة.
يذكر أن التوتر بين الأغلبية البرلمانية والمعارضة على خلفية التحقيقات التي تجريها المحكمة الدولية في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري أدت إلى سقوط حكومة الوحدة الوطنية في 12 من الشهر الجاري، بعد أن قدم 11 وزيرا معارضا استقالتهم.
ويعارض حزب الله الذي يقود معسكري المعارضة، المحكمة الخاصة بلبنان ويعتبرها "أداة في أيدي الولايات المتحدة وإسرائيل".
وتتولى المحكمة الخاصة بلبنان التي أنشئت في 2007 بطلب من لبنان بموجب قرار من الأمم المتحدة، محاكمة المسئولين عن اغتيال الحريري بشاحنة مفخخة مع 22 شخصا آخرين في 14 فبراير/شباط 2005 في بيروت.
يأتي خطاب الحريري بعد قليل من الإعلان عن توقف الوساطة التركية القطرية بشأن الأزمة السياسية في لبنان وبعد يوم من إعلان السعودية عن تخليها عن جهود الوساطة في لبنان.
ويرفض حزب الله ومعه معسكر المعارضة الاتهامات المنسوبة إليه بالتورط في اغتيال الحريري، ويطالب بالتحقيق في ملف "شهود الزور" .
ويقصد بشهود الزور عدد من الشخصيات التي تحدثت عن ضلوع حزب الله أو سوريا في اغتيال الحريري ثم تحدث بعضهم عن تعرضه لضغوط من قبل عناصر في تيار 14 آذار للإدلاء بتلك الشهادات التي أدت وقتها لتوقيف أربعة ضباط بالجيش اللبناني. (إفي)