شهد عدد العاطلين عن العمل المسجلين فى إسبانيا أكبر انخفاض منذ مدة لا تقل عن عشر أعوام فى حين تراجع معدل البطالة فى أيرلندا إلى أدنى مستوى له منذ عام 2008، عندما كانت البلاد على وشك الدخول فى أزمة مالية طويلة، وفقًا لصحيفة «فايناشيال تايمز» البريطانية.
وتوفر الأرقام الإسبانية دفعة للملف الاقتصادى الذى يقوده القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسبانى ماريانو راخوى، ويحاول تشكيل حكومة بعد النتائج غير الحاسمة للانتخابات العامة.
وقال راخوى، الذى ينتمى لـ«الحزب الشعبى» (يمين الوسط)، أمس الثلاثاء إنه من الضرورى الحفاظ على السياسات الاقتصادية، التى أدت إلى انخفاض حاد فى البطالة.
وأظهرت أرقام وزارة العمل التى نشرت يوم أمس الثلاثاء أن عدد العاطلين عن العمل المسجلين فى عام 2015 – انخفض للسنة الثالثة على التوالى، كما أن وتيرة الانخفاض كانت الأعلى حتى الآن فى السلسلة الإحصائية الحالية، التى بدأت فى عام 1996.
وأضافت الصحيفة أن وزارة العمل لم تنشر عددًا محددًا لمعدل البطالة، لكن المعهد الوطنى للإحصاء فى إسبانيا حددها عند مستوى 21.2% فى نهاية الربع الثالث من العام الماضى، وهذا لا يزال واحدًا من أعلى المستويات فى العالم المتقدم، لاسيما بعد انخفاض عن 23.7% فى عام 2014.
وأوضحت الوزارة ارتفاع عدد العاملين المسجلين فى خدمات الضمان الاجتماعى – وهو مقياس للتوظيف الجديد – بحوالى 85 ألفا و314 شخصا فى ديسمبر الماضى، وهى أكبر زيادة شهرية على الإطلاق.
يأتى هذا التحسن فى نسبة البطالة بعد وقت قصير من رفع البنك المركزى الإسبانى توقعاته للنمو الاقتصادى إلى 3.2%فى عام 2015 و2.8% العام الجارى، وهو ما يعد ارتفاعًا عن 3.1% و2.7% على التوالى فى توقعاتها السابقة.
وقال راخوى فى مقابلة مع محطة (COPE) الإذاعية الإسبانية، أمس الثلاثاء، إن تشكيل حكومة ائتلافية مكونة من ثلاثة أحزاب، الحزب الشعبى، الحزب الاشتراكى المعارض وحزب «مواطنون»، يعد أفضل حل للمأزق السياسى فى البلاد ومن شأنه أن يوفر الاستقرار وضمان استمرار الانتعاش الاقتصادى.
وفى الوقت نفسه، من المرجح أن تتم الاشادة بالانخفاض السريع فى معدل البطالة الأيرلندية، بعدما ارتفاعها لأكثر من 15% فى عام 2012، باعتبارها دليلاً إضافيًا على جدوى السياسات الاقتصادية قبيل الانتخابات العامة المقررة فى أوائل الربيع، وقد بدأت الحكومة باستخدام الإيرادات الضريبية لتخفيف حدة التدابير التقشفية القاسية، التى شملت زيادة الضرائب وخفض الانفاق.
وتراجع معدل البطالة فى أيرلندا ديسمبر الماضى بنسبة 8.8%، بانخفاض عن 10.2% فى نهاية عام 2014، وكان هذا الانخفاض ملحوظًا بشكل خاص فى عام 2015، وذلك نتيجة لتوفر فرص عمل لدى الفروع الأيرلندية التابعة لشركات مثل «أبل» و«لينكد إن» وعدد من شركات الأدوية.
كما خلقت قطاعات السياحة والخدمات فرص عمل جديدة أيضًا مع انحسار الأزمة الأيرلندية، ومن المرجح أن ينمو الاقتصاد الأيرلندى بنسبة 7%فى عام 2015.
وقال اقتصاديون إن أى انتعاش فى قطاع الإنشاءات، الذى لم يتعافَ من فقاعة أسعار العقارات، سيؤدى لانخفاض معدل البطالة أكثر فى عام 2016.
يحيى الشعرواى