موسكو، 3 يوليو/تموز (إفي): طالبت روزا أوتونباييفا اليوم بدعم شعبها بأسره، في الخطاب الذي ادلت به بمناسبة تنصيبها رسميا كرئيسة مؤقتة لقرغيزيا، في خضم أسوأ أزمة تعيشها بلادها في تاريخها الحديث.
وصرحت أوتونباييفا، التي تولت اليوم رئاسة قرغيزيا في الفترة الانتقالية الممتدة حتى 31 من ديسمبر/كانون أول من عام 2011: "إنني أطلب دعم شعبي باسره، ومساندة أنصاري السياسيين، وتفهم المعارضين في هذه المرحلة الانتقالية التاريخية المعقدة".
وقد اقيمت مراسم تنصيب أوتونباييفا اليوم في العاصمة بشكيك، بعد مضي ثلاثة اسابيع من اندلاع المواجهات العرقية الدامية بين القرغيز والأوزبك بجنوب البلاد، التي اسفرت عن مقتل نحو 294 شخصا وفرار عشرات الآلاف من اللاجئين، وألحقت اضرار بقرابة 400 الف شخص.
وعلقت الرئيسة القرغيزية على هذا الأمر، قائلة إن "قرغيزيا تعيش الآن واحدة من أكثر الفترات المأسوية في تاريخها. لقد وقعت الاحداث في منطقتي اوش وجلال آباد، بسبب القوى المظلمة التي اراقت هناك دماء كثير من الابرياء"، بحسب وكالة الانباء الروسية (ريا نوفوستي).
ووجهت نداء للمصالحة بين القرغيز وأقلية الأوزبك، التي يقيم اغلب افرادها بجنوب قرغيزيا، قائلة "الجميع يدرك تماما ان جراح الروح لا تلتئم سريعا، وليس لها سوى علاج واحد: النبل والرغبة في التصالح والاتحاد. إننا شعوب شقيقة، وسنعيش معا للأبد".
وكانت السلطات الجديدة قد اتهمت انصار الرئيس القرغيزي المخلوع كرمان بيك باقييف، اللاجئ حاليا في بيلاروسيا، بتنظيم وتمويل هذه الاشتباكات الدامية.
وقد وعدت أوتونباييفا بان الحكومة ستوفر خلال الاشهر المقبلة وقبل حلول الشتاء منازل لجميع من فقدوا مسكنهم في الاشتباكات التي دارت بين يومي 11 و14 من يونيو/حزيران الماضي.
ومن جانب آخر، أعربت الرئيسة القرغيزية عن امتنان بلادها للمجتمع الدولي والبلدان الصديقة، التي ساعدت قرغيزستان منذ اللحظة الاولى، وفعلت كل ما في وسعها للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية.
وفيما يتعلق بالتغييرات السياسة التي شهدتها بلادها مؤخرا، أكدت انه "اعتبارا من اليوم ستبدأ قرغيزيا مرحلة سياسية جديدة. لقد اختار الشعب اليوم قاعدة جديدة لبناء دولة مستقلة: النظام البرلماني".
واشارت أوتونباييفا إلى الاستفتاء الذي أجري في 27 من الشهر الماضي، والذي تمت من خلاله الموافقة على الدستور الجديد للبلاد بتأييد 90% من المصوتين، بحسب البيانات الرسمية.
وشددت على ان النظام البرلماني كان خيارا مدروسا، ذلك أن هذا النظام السياسي هو أكثر ما يتماشى مع طابع وتراث الشعب القرغيزي، وعلى ان السلطات الجديدة مستعدة للتعاون بشكل بناء مع كافة القوى السياسية للبلاد، وان سياستها تسعى لإشباع الحاجات الاجتماعية للشعب.
واعتبرت وزيرة الخارجية السابقة الحاصلة على ليسانس في الفلسفة، أن أهم الواجبات التي تقع على عاتق الدولة الآن هي دعم اقتصاد البلاد، وضمان الملكية الخاصة، وتوفير المناخ الملائم لتنمية الإبداع الاقتصادي.
واختتمت أوتونباييفا خطابها بأن الوقت قد حان للقضاء على السياسات المضادة لحقوق رجال الأعمال والأنشطة الخاصة.
يذكر أن روزا أوتونبايفا تولت رئاسة الحكومة القرغيزية المؤقتة في السابع من أبريل/نيسان الماضي، بعدما اضطر الرئيس القرغيزي السابق كرمان بيك باقييف لمغادرة البلاد، عقب اندلاع مظاهرات شعبية مناهضة للحكومة قادتها المعارضة.
وتعد الرئيسة القرغيزية (59 عاما) أول امرأة تتقلد هذا المنصب في أحد بلدان اتحاد الدول المستقلة، الذي يتألف من 11 جمهورية سوفيتية سابقة.
وبحسب دستور البلاد الجديد، تتولى أوتونبايفا رئاسة قرغيزيا خلال الفترة الانتقالية، دون حق في الترشح لفترة جديدة.(إفي)