موسكو، 8 يوليو/تموز (إفي): اختتم الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم زيارته الأولى لروسيا، والتي جاءت في إطار جولة خارجية تشمل أيضا إيطاليا للمشاركة في قمة مجموعة الثمان وغانا.
وكان الرئيس الأمريكي قد وصل موسكو الاثنين في زيارة علق عليها الجانبان آمالهما في أن تدشن لعهد جديد من العلاقات بينهما، وتطوي صفحة سنوات من التوتر والخلافات سادت هذه العلاقات خلال الحقبة "البوشية"، وهي الأمال التي يؤكد المحللون أن جانبا كبيرا منها قد تحقق بالفعل بعد تأكيد موسكو وواشنطن أنهما توصلا لعدد كبير من نقاط الاتفاق في ملفات كانت في الماضي متخمة بالخلافات والتوترات.
أولى إيجابيات الزيارة تمثل في اتفاقية التفاهم التي وقعها أوباما مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، تمهيدا للتوقيع على معاهدة ثنائية تهدف للحد من الرؤوس النووية قبل نهاية العام الجاري.
وتلزم هذه الاتفاقية كلا من الولايات المتحدة وروسيا بخفض رؤوسهما النووية الاستراتيجية ما بين 1500 إلى 1675 وكذلك تخفيض وسائل النقل الاستراتيجية ما بين 500 إلى 1100.
من بين الجراح العديدة التي اصابت جسد العلاقات الروسية الأمريكية خلال وجود جورج بوش في البيت الأبيض، كان الدرع الصاروخي هو الأعمق والأكثر إيلاما بالنسبة لموسكو التي طالما اعتبرته تهديدا موجها لها على الرغم من نفي واشنطن، إلا أن الشاغل الجديد للمكتب البيضاوي نجح خلال الزيارة في تخفيف حدة المخاوف من خلال الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من الخبراء وتكليفها ببحث هذا المشروع سعيا للتوصل إلى حل يرضي الطرفين.
وإلى جانب تجاوز الملفات الخلافية، سعى الجانبان من خلال التوقيع على اتفاقيات فرعية إلى تعزيز التعاون بينهما في مجالات متعددة، على رأسها الملف الأفغاني، وهو ما تمثل في موافقة ميدفيديف على السماح للولايات المتحدة بنقل الأسلحة والمعدات والمؤن لقواتها في أفغانستان عبر الأراضي الروسية.
هذا إلى جانب التوقيع على اتفاقيات تعاون آخرى في مجالات مكافحة الانتشار النووي ومحاربة الإرهاب وتهريب المخدرات وكذلك التعاون بشأن الطاقة والبيئة.
وانطلاقا من الأهمية التي أولاها الرئيس الأمريكي لزيارته لروسيا فقد اختارها لإلقاء واحدة من سلسلة الخطابات "الكبرى" التي يقدم فيها تصوراته بشأن السياسة الخارجية لبلاده خلال فترة حكمه، والتي كان أولها خطابه في العاصمة التشيكية براغ في أبريل/نيسان وثانيها في القاهرة في يونيو/حزيران الماضيين، وفقا لما ذكره البيت الأبيض.
وأكد أوباما في الكلمة التي ألقاها الثلاثاء في مدرسة الاقتصاد الجديدة بموسكو، على ان بلاده ترغب في أن تكون روسيا "قوية وسلمية ومزدهرة".
وتناول الرئيس في كلمته رؤيته حول العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا خلال القرن الحادي والعشرين، وقال "نأمل في تحالف عالمي، وهذا التحالف سيزداد قوة إذا احتلت روسيا فيه الموقع الذي يتناسب وثقلها الدولي".
وأكد أوباما ان واشنطن وموسكو بتقاسمان العديد من المصالح المشتركة، التي يمكن أن تمثل قاعدة للتعاون بين الجانبين، في العديد من المجالات من بينها مكافحة الانتشار النووي.
وبعيدا عن ملفات السياسة والاقتصاد وتوتراتها، فقد قوبل أوباما على الصعيد الشخصي بحفاوة كبيرة توجت بالإفطار الخاص على الطريقة الروسية الذي قدمه على شرفه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين على أنغام الموسيقى الفلكلورية. (إفي)