بكين، 5 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): احتضن قصر الشعب الكبير في بكين اليوم حفل افتتاح المؤتمر الدولي الأول لثقافة الطاو، في خطوة تود السلطات الصينية من خلالها تقديم بادرة على الانفتاح الديني، ولكن تحت زعامة الحزب الشيوعي الصيني الحاكم.
ويشارك في اللقاء علماء الطاوية من الصين ودول أخرى، سعيا لتبادل الخبرات انطلاقا من رغبة مشتركة للترويج لفلسفتهم، ومن بينهم متخصصون في فلسفة لاوتسي (مؤسس العقيدة منذ ألفين و300 عام)، وفي ثقافة الطاو أمثال مايكل ساسو (الولايات المتحدة) وكاترين ديسبو (فرنسا).
وأبرز المشاركون، في حفل الافتتاح لثاني مؤتمر دولي فلسفي-ديني يعقد بالصين، بعد الذي أقيم في 2008 حول البوذية، أن العملاق الآسيوي لديه بعض القيم الفكرية والثقافية التي يرغب في إظهارها للعالم.
وتسعى جمعية أبحاث لاوتسي والثقافة الطاوية، أهم منظمي الحدث ومقرها في بكين، منذ عام 2008 للبرهنة على أن الطاوية "يمكن ان تساهم في خلق مجتمع متناغم"، وفقا لما أكده بعض أعضائها.
ويقول خبراء الطاوية إن الرئيس الصيني هو جيناتو يرتكز على هذه الفلسفة، حينما يشير إلى رغبته في تأسيس "مجتمع متناغم".
ويشير الخبراء إلى أن الطاوية التي أسسها لاوتسي وطورها تشوانج تسي، وتعود جذورها إلى التراث والثقافة الصينية القديمة، إلى جانب الديانتين الكونفوشية والبوذية، تمثل أهم ديانات الشعوب الأصلية بالصين.
وبعد قمع أتباع هذه العقيدة خلال الثورة الثقافية بالصين نظرا للجانب الديني الذي تنطوي عليه، وجوهرها الذي يدعو لكمال الإنسان والصفاء وعدم التفاعل مع القضايا المشتركة كالشيوعية، أصبحت السلطات الصينية تسمح الآن بممارستها، خشية أن يتسبب تنامي النزعة المادية الناجمة عن النمو الاقتصادي في خلق مشكلات اجتماعية.
وأضاف الخبراء أن إقبال بعض الشباب على البحث في أصل "الطاو" (وتعني السبيل أو الطريق)، الذي يعتبر منبع كل شيء في الحياة وفق العقيدة، قد تزايد بشكل مطرد مع مرحلة الانفجار الاقتصادي.(إفي)