مدريد،29 يوليو/تموز(إفي): تسبب فكرة الوحدة السياسية بين إسبانيا والبرتغال انقساما شديدا بين المواطنين البرتغاليين، فبينما يؤيد 39.9 % منهم الاندماج مع اسبانيا من خلال منظومة فيدرالية، لا تسترعى القضية انتباه جيرانهم الاسبان بنفس القدر.
وأظهر استطلاع للرأي أعدته جامعة سلامنكا الاسبانية وقدم الثلاثاء الى الامانة العامة لايبروأمريكا في مدريد أن 30.3 % من الشعب الاسباني يدعم فكرة الاتحاد الايبيري.
وتمثل هذه الدراسة التي اضطلع بها فريق بحثي من قسم الدراسات الاجتماعية بالجامعة المذكورة الاولى من نوعها لاستطلاع رأي المواطنين، مع الاخذ في الاعتبار الاستطلاع الذي اعدته صحيفة (سول) البرتغالية عام 2006 ، وأظهرت ان 28% من البرتغاليين على استعداد " لتكوين دولة واحدة مع إسبانيا".
وفيما يتعلق بدراسة اللغة في الجانبين، كشفت الدراسة ان البرتغاليين يؤيدون تعلم اللغة الاسبانية في المراحل التعليمية المختلفة بنسبة 50 % من عينة الاستطلاع بل ويرونه اجباريا، فيما يرفض الاسبان بنسبة 76.2 % تعلم البرتغالية.
ويؤيد البرتغاليون ايضا التعاون مع الجانب الاسباني في مجال السياسة، وتوحيد النظام الضريبي، وغيرها من المعاملات التجارية والاستثمارات بين البلدين، فيما لا يبدي الاسبان الرغبة نفسها في هذا الشأن.
وتعتبر الوحدة السياسية بين إسبانيا والبرتغال قضية شائكة للغاية، وغالبا ما تطفو على السطح ويناقشها الرأي العام البرتغالي، فيما يلتزم الاسبان دائما الصمت بشأن هذه القضية.
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجرته مجلة (سول)البرتغالية ان المواطنين هناك يهتمون بالجانب الاقتصادي في المقام الاول، حتى أن 97 % من عينة الاستطلاع اشارت الى ان أوضاع البلاد الاقتصادية سوف تتحسن في حالة ان يتحد الجانبان، بينما اظهر استطلاع الجامعة الاسبانية ان نسبة 34.1 % من عينة الاستطلاع ترفض هذا الاندماج.
ويشير القائم على الدراسة الباحث ماريانو فرناندث اينجيتا الى ان العلاقة بين اسبانيا والبرتغال شائكة شيئا ما، مثلها مثل علاقة بلاده مع فرنسا، وترجع اسبابها في المقام الاول الى الحدود الجغرافية، والشأن الاقتصادي.
يشار الى أن إسبانيا والبرتغال لديهما علاقات تاريخية مشتركة، وإن كانت متنافرة لحد ما، فقد تحولت البرتغال الى مملكة مستقلة عن تاج قشتالة الاسباني عام 1143 ، فيما استقلت البرتغال عن اسبانيا بالكامل عام 1640 ،ومنذ ذاك الحين صوبت البرتغال ناظريها الى انجلترا كحليف فيما ارتأت إسبانيا في فرنسا الحليف المناسب.
وأكدت نتائج الدراسة التي أجريت خلال شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار الماضيين وشملت 876 شخصا من الجانبين أن المواطنين من إسبانيا والبرتغال يعتبرون ان العلاقات طيبة للغاية بين البلدين.(إفي)