بدأ الأسبوع الماضي بمفاجأة سارة للأسواق عندما أقر الاتحاد الاوروبي و صندوق النقد الدولي تقديم خطة انقاذ لليونان على أمل لاحتواء انتشار عدوى أزمة الديون التي اقتربت من البرتغال واسبانيا, و لكن هذه الخطة لم تمنع انهيار الأسواق بنهاية الأسبوع بل يبدو انها أججت المخاوف لدى المستثمرين, أما عن الأراضي الملكية فلقد فاز حزب المحافظين بأغلبية غير كافية لتشكيل برلمان جديد.
حصلت اليونان على الحزمة النقدية المكونة من 110 بليون يورو مكونة من 80 بليون يورو من الاتحاد الأوروبي بمعدل 5% في حين أن الـ 30 بليون يورو الباقية مقدمة من صندوق النقد الدولي, تعد هذه المساعدة خرق لدستور البنك المركزي الاوروبي الذي يمنع تقديم مساعدات لأي من أعضاء و لكن ما باليد حيلة.
قرر البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي تثبيت سعر الفائدة المرجعي عند مستويات 1.0% للمرة الثالثة عشر على التوالي منذ أيار 2009 ، و امتنع عن إجراء تعديل سياسة شراء السندات الحكومية عند 60 بليون يورو ، خاصة بعد تفاقم أزمة الديون العامة في اليونان فالبنك يريد الانتظار حتى يرى ما يمكن فعله.
اعلن رئيس البنك الأوروبي عن ترحيبه لحزمة المساعدات المقدمة إلى اليونان و التي تبلغ 110.00 بليون يورو يتحمل الاتحاد الأوروبي منها 80.00 بليون و صندوق النقد الباقي بقيمة 30.00 بليون يورو.
صرح السيد تريشيه في المؤتمر الصحفي عقب قرار الفائدة أن غالبية أعضاء البنك المركزي الأوروبي وافقوا الأسبوع السابق على تغيير معايير شروط ضمانات الدين للأدوات اليونانية وذلك ضمن خطوات لتقليص أكبر عجز في الميزانية العامة في الاتحاد الأوروبي بنسبة 13.6% من الناتج المحلي الإجمالي.
فيما يتعلق بشراء السندات الحكومية ذكر تريشيه أنه لم يتم فيه إجراء مناقشة بشأن ذلك الصدد في ظل اتساع أزمة الديون عبر الدول الأعضاء في المنطقة. وعلق تريشيه على أن أزمة ديون اليونان و البرتغال ليست متشابهتان وقال أن مشكلة أسبانيا ليست مثل معضلة اليونان حيث أنهم "لا يلبثوا في قارب واحد".
لم يكن التصريح الصحفي للسيد تريشيه كما أملت الأسواق المالية بإدراج حل جذري لمشكلة ديون اليونان في أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بشراء أدوات الخزانة الحكومية، و برغم عدم منطقية و إمكانية هذا الأمر إلا أن الأسواق تمنّت مثله لحل مشكلة اليونان.
بعد تصريحات تريشيه بدأت الضغوط السلبية على اليورو و أسواق الأسهم للانخفاض و الذي يترافق مع حالة من التشاؤم التي سادت الأسواق المالية, مما دفع الأسواق العالمية للهبوط بشكل حاد جدا, ثم انهارت الأسواق العالمية بوقت متأخر من مساء الخميس مما أثار جدلا كبير و استدعى الحاجة لتحقيق فيما إذا كان هذا الانخفاض هو خطأ في التداولات الألكترونية , أما هي حالة تلاعب لتحقيق مكاسب غير شرعية.
بنهاية الأسبوع و بعد طول انتظار صادق مجلس النواب الألماني على حصة ألمانيا من خطة انقاذ المقدمة لليونان بأغلبية ساحقة , و بموجب هذه الموافقة يتوجب على ألمانيا تقديم حصتها المقدرة بقيمة 22.4 بليون يورو, و من المقرر أن يبدأ مجلس الشيوخ الألماني الآن مناقشة خطة المساعدة قبل التصويت لها.
كانت فرنسا التي تعد أحد المشاركين الرئيسيين في الخطة قد أقرت تقديم 16.8 بليون يورو لليونان, و تبنت الحكومة الايطالية الخطة أيضا بتقديم 5.6 بليون يورو من أجمالي حصتها بقيمة 14.8 بليون يورو, و كان البرلمان اليوناني قد صدق على برنامج تقشف يتضمن خفضا كبيرا في الانفاق الحكومي للتعامل مع الازمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها البلاد وسط تظاهرات عنيفة.
أسفرت الانتخابات البريطانية عن فوز حزب المعارضة المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون بأغلبية و لكهنا غير كافية لتشكيل حكومة جديدة, مما وضع البلاد امام البرلمان المعلق لأول منذ عام 1974 , و من المقرر أن تبدأ المناوشات حول ائتلاف حزب المحافظين مع غيره من الأحزاب لكي يستطيع تشكيل حكومة جديدة التي يطمح كاميرون بأنها يرسى الحكم عليه لينهي حكومة بروان و حكم العمال الذي دام 13 عاماً.