يواصل الاقتصاد الأمريكي السير في طريق التعافي والانتعاش من تبعات أسوأ أزمة مالية تعم العالم منذ الحرب العالمية الثانية، على الرغم من استمرار معاناة قطاع العمالة، علماً بأن قطاع العمالة يعد مفتاح الحل في الاقتصاد الأمريكي، مع الإشارة إلى أن معدلات النمو أظهرت تحسنا ملحوظاً في بيانات الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن يحمل لنا تقرير الدخل والذي سيصدر اليوم بيانات مبهجة.
وفي الحقيقة عزيزي القارئ فإن وزارة التجارة الأمريكية أظهرت بأن الاقتصاد الأمريكي توسع في الربع الرابع من العام 2009 بنسبة 5.7% وهو أعلى معدل نمو في ستة أعوام، في حين أظهرت القراءة المتقدمة للإنفاق الشخصي خلال الربع الرابع أرقاماً بأفضل من المتوقع عند 2.0% ، بينما أشار مؤشر شيكاغو لمدراء المشتريات للشهر الماضي إلى الارتفاع بشكل كبير ليصل إلى 61.5 ، مما يشير إلى أن الظروف الاقتصادية في تعزو متواصل.
ومن المتوقع أن يحمل لنا اليوم في طياته بيانات اقتصادية مبهجة، وبالأخص تقرير الدخل والذي من المتوقع أن يحمل لنا جيدة وايجابية مما سينشر المزيد من التفاؤل حول عجلة التعافي والانتعاش في الاقتصاد الأمريكي، علماً بأن التوقعات تشير إلى ارتفاع الدخل الشخصي ليصل إلى 0.3% خلال شهر كانون الأول، حيث دعم موسم الأعياد والمناسبات وبالأخص عيد الميلاد المجيد الدخل الشخصي في الولايات المتحدة نظراً لارتفاع الاستهلاك بشكل عام في كافة أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية.
وسيصدر اليوم عن أكبر اقتصاد في العالم مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي المثبط للعام المنتهي في كانون الأول الماضي، حيث من المتوقع أن يرتفع المؤشر ليصل إلى 2.2% بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 1.5% ، في حين من المتوقع أن يرتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري –وهو المؤشر المفضل لدى البنك الفدرالي الأمريكي لقياس التضخم- بشكل طفيف ليصل إلى 0.1% بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 0.0% خلال كانون الأول.
وعلى ما يبدو فإن الضغوط التضخمية ما زالت تحت السيطرة، كما قال وتوقع الفدرالي الأمريكي، حيث يرى البنك الفدرالي الأمريكي بأن هذا لن يشكل خطراً في على المدى القريب أو البعيد في الفترة القادمة، حيث سيبقى التضخم الجوهري تحت مستويات 2% للعامين المقبلين وهي المستويات التي يحبذها الفدرالي الأمريكي.
وصولاً إلى القطاع الصناعي، فمن المتوقع أن ينخفض مؤشر معهد التزويد الصناعي بشكل طفيف خلال كانون الثاني، ليصل إلى 55.5 مما كان مسجلاً عليه في السابق عند 55.9 ، في حين من المتوقع أن تحمل لنا بيانات مؤشر الأسعار المدفوعة لمعهد التزويد الصناعي ارتفاعاً لتصل إلى 62.4 بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 61.5 مما يشير إلى تواصل التحسن في قطاع الصناعة الأمريكي وفي جميع القطاعات ولكن بشكل بطيء ، علماً بأن الرقم 50 في هذا المؤشر يعد مستوى نمو صحي وجيد.