من أندرياس رنكه
بكين (رويترز) - قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الإثنين إن مزاعم قيام رجل ألماني بالعمل كعميل مزدوج للمخابرات الأمريكية خطيرة وإذا كانت حقيقية فهي تمثل تناقضا واضحا لما يفترض أن يكون عليه التعاون بين شريكين.
وقد تعرض هذه القضية العلاقات بين برلين وواشنطن لمزيد من التوتر بعد اختبار مؤلم اثر الكشف في العام الماضي عن قيام وكالة الأمن القومي الأمريكية بعملية تجسس واسعة على ألمانيا.
وقالت ميركل خلال مؤتمر صحفي مشترك في بكين مع رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ "إذا كانت هذه التقارير صحيحة فانها ستكون مسألة خطيرة."
وأضافت قائلة "اذا كانت هذه المزاعم حقيقية فهي ستكون بالنسبة لي تناقضا واضحا لما اعتبره تعاونا مبنيا على الثقة بين الوكالات والشركاء."
وامتنع البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية حتى الآن عن التعليق على اعتقال موظف في دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية يبلغ من العمر 31 عاما. وقالت السفارة الامريكية في برلين انها على علم بإدعاءات التجسس و"تعمل مع الحكومة الالمانية لضمان ان تحل هذه المسألة بطريقة ملائمة."
وقالت مصادر استخباراتية وسياسية إن الرجل اعترف بتمرير وثائق إلى ضابط اتصال أمريكي تتضمن معلومات حول لجنة برلمانية تنظر في ادعاءات ادوارد سنودن المتعاقد السابق مع الاستخبارات الأمريكية بأن واشنطن نفذت عملية مراقبة واسعة على المانيا بما في ذلك التجسس على هاتف ميركل الخاص.
وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يزور منغوليا في الوقت الذي تزور فيه ميركل الصين إن قضية التجسس سيكون لها عواقب في حال تأكيد الوقائع.
وقال للصحفيين في العاصمة أولان باتور "لم ننته من التدقيق في هذا الأمر بعد لكن إذا تأكدت شكوكنا بتورط المخابرات الأمريكية فسيتحول الامر إلى قضية سياسية ولن يكون بامكاننا العودة للتعاون كالمعتاد."
وشهدت ميركل اثناء زيارتها إلى الصين التوقيع على اتفاقات تضمنت بيع قسم الطائرات الهليكوبتر في شركة إيرباص 100 طائرة الي شركات صينية.
وحذر مسؤول رفيع في الاستخبارات الألمانية من أن بعض الشركات في الصين تواجه خطرا متزايدا للتجسس الصناعي من وكالات حكومية صينية ذات موارد هائلة.
وقالت ميركل في اشارة إلى التجسس الصناعي إن "ألمانيا تعارض هذا الأمر بغض النظر عن الجهة التي تقوم به."
وأضافت قائلة "واجبنا كدولة أن نحمي اقتصادنا... ونؤيد حماية الملكية الفكرية."
من جهته جدد رئيس الوزراء الصيني نفي حكومته التورط في مثل هذه النشاطات.
وقال "يمكننا القول إن الصين وألمانيا ضحيتان لهجمات القرصنة الالكترونية. الحكومة الصينية تعارض بحزم هجمات القرصنة واستخدام الإنترنت لسرقة الأسرار الصناعية والملكية الفكرية."
وأضاف قائلا "ستشارك الصين في الحوار والمشاورات لحماية أمن الإنترنت."
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)