بورتلاند (أوريجون) (رويترز) - يعاود علماء الآثار زيارة كهف بمنطقة نائية من وسط ولاية أوريجون -حيث تم اكتشاف أقدم آثار في العالم لأقدام بشرية قبل عدة عقود- على أمل إلقاء مزيد من الضوء على انتشار المستوطنات البشرية المبكرة في الأمريكتين.
وقال مسؤولون بجامعة أوريجون يوم الثلاثاء إن هذه الجهود التي تبدأ الاسبوع القادم في كهف فورت روك ستسعى الى التحقق من نتائج أبحاث جرت بالاستعانة بالكربون المشع خلال فترة الستينات من القرن الماضي والتي رفضت آنئذ.
وقال توم كونللي عالم السلالات البشرية والمشرف على هذا البحث "ثمة احتمال هائل في ان تكون المستوطنات البشرية نشأت في وقت يسبق بآلاف السنين تقديراتنا السابقة".
واسترعى الموقع -الذي يبعد نحو 480 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من بورتلاند- اهتمام علماء الآثار في ثلاثينات القرن الماضي بعد اكتشاف عشرات من الصنادل المصنوعة من الألياف في موقع يعتقد انه نزل شتوي تستخدمه عائلة واحدة أو أكثر.
وقال كوناللي إن الاختبارات التي جرت بالكربون المشع على مدفأة عثر عليها بالكهف عام 1966 تشير الى ان بشرا عاشوا به منذ 15 ألف عام.
لكنه قال إن هذه النتائج طعن عليها آنئذ لان ذلك يعني تحديد تواريخ مختلفة عما يراه الاكاديميون فيما لم يعاود أحد تنقيح هذه النتائج.
ويرى معظم علماء الآثار الآن ان البشر استوطنوا الامريكتين قبل ألف عام على الأقل من التاريخ المعروف والمؤكد من قبل وذلك بفضل اكتشاف بقايا بشرية في منطقة كهوف بيزلي بولاية أوريجون.
لكن كوناللي قال إن الأدلة لا تزال شحيحة وانه وفريقا يضم نحو ستة أشخاص من الباحثين يأملون بالتحقق من ذلك خلال المهمة الاثرية المقررة لمنطقة كهف فورت روك التي تستمر اسبوعا.
وقال إنهم سيرسمون خريطة لشبكة من المواقع ثم يبدأوا عمليات التنقيب واضاف "كانت هناك قلة من البشر على تضاريس المكان آنئذ ومما ينطوي على قدر من التحدي العثور على أدلة بسيطة يمكن تجميعها لتكون كما رائعا".