واشنطن (ا ف ب) - اطلق الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس المرحلة الاولى من مشروع ضخم للقطارات السريعة من شأنه ان يخفف من الازدحام في المطارات والمدن الكبرى وتعويض تأخر الولايات المتحدة في هذا المجال مقارنة مع فرنسا واسبانيا والصين واليابان.
وقبل ان يغادر في زيارة الى المكسيك، قال اوباما من البيت الابيض "ان ما نحتاجه هو نظام نقل ذكي يلبي متطلبات القرن الواحد والعشرين".
واتى الرئيس الاميركي على ذكر فرنسا على سبيل المثال، قائلا ان "شبكة القطار السريع اخرجت مناطق نائية من عزلتها"، كما ذكر اسبانيا قائلا ان "خط القطار السريع بين مدريد واشبيلية فعال الى حد ان عدد المسافرين على متنه يفوق عدد المسافرين في السيارة والطائرة معا. ولا ارى ما يمنعنا من تحقيق ذلك بدورنا، فنحن في الولايات المتحدة الاميركية".
ويشبه البيت الابيض اطلاق هذا المشروع بتأسيس نظام طرقات سريعة على صعيد الوطن كله، احدث ثورة في قطاع النقل البري في عهد ايزنهاور.
واكد اوباما ان مشروعه يهدف الى توفير فرص العمل والحد من انبعاثات غازات الدفيئة ومساعدة الولايات المتحدة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في ما يتعلق بالطاقة.
وسيتم تمويل هذه الخطة باقتطاع ثمانية مليارات دولار من خطة الانعاش الاقتصادي التي اقرها الكونغرس في شباط/فبراير والتي تصل قيمتها الى 787 مليار دولار. كما ستنفق واشنطن سنويا مليار دولار على مدى خمس سنوات من اجل هذا المشروع.
واضاف اوباما ان "هذه ليست سوى الخطوة الاولى، نحن ندرك ان هذا المشروع سيكون طويل الامد".
وهدف المشروع هو تحقيق معدل سرعة في القطارات السريعة يصل الى 350 كلم في الساعة، كما هي الحال في فرنسا واليابان. ففي الولايات المتحدة اليوم خمسة خطوط فقط تتعدى سرعتها 127 كلم في الساعة.
ويشمل المشروع عشرة خطوط سكك حديد تقريبا، ابرزها في كاليفورنيا (سان فرانسيسكو ولوس انجليس وسان دييغو) وفلوريدا (اورلاندو وتامبا وميامي) او في نيو انغلاند (بوسطن وبورتلاند وسبرينغفيلد ونيو هيفن وآلباني وصولا الى مونتريال). واوضح الرئيس ان "اي قرار لم يتخذ بعد حول تخصيص الاموال".
وترمي هذه الخطة الاميركية ايضا الى تحسين خط واشنطن-بوسطن، وهو "الخط السريع" مبدئيا الوحيد الموضوع في الخدمة حاليا في الولايات المتحدة. الا ان معدل السرعة بين العاصمة ونيويورك لا يتعدى 132 كلم في الساعة.
واعلنت الادارة الاميركية ان الخطة "الاستراتيجية" التي اطلقت الخميس ستليها خطط مفصلة لكل منطقة قد يشملها المشروع. كذلك، اوضح البيت الابيض في بيان له ان الدفعة الاولى من التمويل ستصرف "بحلول نهاية فصل الصيف".
وسيكون على الولايات والفعاليات المحلية ان تضع خططا لشبكة خطوط تتراوح مسافتها بين 160 و965 كلم، وذلك بفضل تمويل الدولة.
واعربت الشركة الوطنية للسكك الحديد (اس ان سي اف) في فرنسا، الشهر الماضي عن "اهتمامها الكبير" بالمشروع الاميركي المستقبلي للقطارات السريعة. ويمكن للشركة الفرنسية ان تساهم بطرق عدة، وفقا لرئيسها جان بيار لوبينو الذي تحدث عن "نقل تكنولوجيات" او "عمليات صيانة" او "عقود تجارية وعقود تشغيل".
وتشير دراسة اجرتها شركة "آي بي ام" في اذار/مارس ان الطلب العالمي على شبكات القطار السريع سيشهد طفرة في السنوات المقبلة.