من ريهام الكوسى
برلين (رويترز) - قالت وزيرة الدفاع الألمانية يوم الأربعاء إن ألمانيا ستعلق مهمتها لتدريب قوات البشمركة الكردية في شمال العراق بسبب الصراع بين الأكراد والحكومة العراقية.
وألمانيا شريك رئيسي لأكراد العراق. وقدمت 32 ألف قطعة سلاح من البنادق والمدافع الرشاشة فضلا عن أسلحة أخرى بلغت قيمتها نحو 90 مليون يورو منذ سبتمبر أيلول عام 2014. ويتمركز نحو 130 جنديا ألمانيا في أربيل لتدريب مقاتلين أكراد.
كانت قوات البشمركة الكردية في طليعة حملة على تنظيم الدولة الإسلامية ووسعت نفوذها بدرجة كبيرة لتضم المنطقة المنتجة للنفط تحت سيطرتها.
لكن القوات الحكومية العراقية المدعومة من جماعات دربتها إيران استعادت يوم الاثنين السيطرة على منطقة كركوك الغنية بالنفط التي كان يسيطر عليها الأكراد لتغير موازين القوى في البلاد ردا على استفتاء غير ملزم على الاستقلال أجراه الأكراد.
وعلقت الحكومة الألمانية، التي وافقت يوم الأربعاء على تمديد سبع مهام أخرى لقواتها المسلحة لمدة ثلاثة أشهر، تدريب المقاتلين الأكراد في إطار سعيها "لضمان وحدة العراق".
وقالت وزيرة الدفاع أوريولا فون دير ليين للصحفيين "اتفقنا يوم الجمعة مع وزارة الخارجية على وقف التدريب حتى لا نوجه رسالة خاطئة".
وقالت الوزيرة إن البعثة الألمانية لتجهيز وتدريب الأكراد لقتال تنظيم الدولة الإسلامية كانت ضرورية ولابد من القيام بها.
وأضافت "لم ننس كيف كان الحال في عام 2014 عندما حاول تنظيم الدولة الإسلامية ارتكاب مذابح ضد اليزيديين وكان على مسافة عشرة كيلومترات من بغداد".
وقال متحدث باسم الحكومة يوم الأربعاء إن تعليق التدريب أمر مؤقت واستئنافه سيعتمد على المتابعة اليومية للوضع في العراق.
وحذرت ألمانيا أكراد العراق من إجراء ما وصفته بأنه "استفتاء من جانب واحد" وحثت المسؤولين العراقيين والأكراد على تجنب أي خطوة من شأنها تصعيد الموقف بدرجة أكبر.
ودعا وزير الخارجية زيجمار جابرييل كل الأطراف في شمال العراق لوقف الأعمال العسكرية فورا والدخول في محادثات مباشرة. وقال في بيان "الصراع بين إقليم كردستان العراق والحكومة العراقية يثير قلقنا البالغ".
وتابع "ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بوجود حل عسكري للتوتر الذي تصاعد في العراق في الأيام الماضية".
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)