عزيزي القارئ نحن بصدد بيانات اقتصادية جديدة قد تؤكد نظرة صانعي السياسة النقدية لدي البنك الفدرالي الأمريكي تجاه معدلات التضخم، الذين أشاروا في مطلع الشهر الجاري لكون معدلات التضخم لا تزال ضمن مستويات "معتدلة" و لا تدعو للقلق، كما قد نشهد اليوم استكمل الإنتاج الصناعي لمسيرة النمو و ارتفاع معدل استغلال الطاقة الأمريكية لأعلى مستوي له منذ شهر آب من عام 2008، في حين قد نشهد تقلص ارتفاع التدفقات النقدية طويلة الآجل بعد ارتفاعها في القراءة السابقة لشهر آب لأعلي مستوي لها خلال العام الجاري 2011.
سنشهد اليوم قراءة أسعار المستهلكين لشهر تشرين الأول التي من التوقع أن تظهر الثبات عند مستويات الصفر مقارنة بارتفاع بنسبة 0.1% علي المستوي الشهري، كما أنها علي المستوي السنوي قد تظهر تقلص النمو لنسبة 3.7% مقارنة بنسبة 3.9% في القراءة السنوية السابقة، أما عن قراءة أسعار المستهلكين الجوهري لشهر تشرين الأول فمن التوقع أن تأتي دون تغير عن ما كانت علية في القراءة السابقة لشهر أيلول عند نسبة 0.1%، في حين أنها قد ترتفع علي المستوي السنوي لنسبة 2.1% مقارنة بنسبة 2.0% في القراءة السنوية السابقة.
استقرار معدلات التضخم داخل النطاق الأمن للبنك الفدرالي الأمريكي اليوم يؤكد ما أشار إلي صانعي السياسة النقدية الأمريكية خلال سابع اجتماع لهم في العام الجاري 2011، و ذلك مع إعلانهم عن البقاء علي أسعار الفائدة عند مستوياتها المنخفضة الحالية بين نسبتي الثابت عند مستويات الصفر و نسبة 0.25%، لكونهم سوف يبقون علي أسعار الفائدة عند مستوياتها "متدنية استثنائياً" حتى منتصف عام 2013، خاصة و أن معدلات التضخم لا تزال ضمن مستويات "معتدلة" و لا تدعو للقلق.
الجدير بالذكر أن قراءة أسعار المنتجين لشهر تشرين الأول التي صدرت بالأمس من أكبر اقتصاد في العالم قد أوضحت تراجعاً علي المستوي الشهري لنسبة -0.3% مقارنة بارتفاع بنسبة 0.8% في القراءة السابقة لشهر أيلول، و ذلك مع تقلص النمو علي المستوي السنوي بصورة أقل من توقعات المحللين لنسبة 5.9% مقارنة بنسبة 6.9%، كما أن قراءة أسعار المنتجين الجوهري لشهر تشرين الأول قد أظهرت الثبات عند مستويات الصفر مقارنة بالتوقعات التي أشارت لنمو بنسبة 0.1% و مقارنة بالقراءة السابقة لشهر أيلول بنسبة 0.2%، إلا أنها علي المستوي السنوي قد أظهرت تسارع النمو لتتوافق بذلك مع توقعات المحللين التي أشارت لارتفاع القراءة لنسبة 2.8% مقارنة بنسبة 2.5% في القراءة السنوية السابقة.
أشار البنك الفدرالي مراراً و تكراراً لكون معدلات التضخم الجوهرية لا تدعو للقلق و أنها ستظل ضمن مستويات "معتدلة" حتى منتصف عام 2013، مؤكدا أن معدلات التضخم لن تقف عائق في طريق التعافي لأكبر اقتصاد في العالم خلال العامين المقبلين، هذا و قد أشار صانعي السياسة النقدية لدي البنك الفدرالي في مطلع الشهر الجاري عن توقعاتهم لمستويات النمو لأكبر اقتصاد في العالم، حيث أشاروا لكونهم يتوقعوا أن تنحصر مستويات النمو بين نسبتي 1.6% و 1.7% للعام الجاري، قبل أن تتسارع خلال العام المقبل 2012 لتصل إلي ما بين نسبتي 2.5% و 2.9%، و إلي ما بين نسبتي 3.0% و 3.5% في عام 2013.
كما سنشهد أيضا اليوم قراءة صافي التدفقات النقدية طويل الأجل لشهر أيلول التي من المتوقع أن تبلغ نحو 50.0$ بليون دولار أمريكي مقارنة بما قيمته 57.9$ بليون دولار أمريكي في القراءة السابقة لشهر آب التي أظهر أعلى مستوي للقراءة خلال العام الجاري 2011، مما قد يظهر استمرار انتعاش التدفقات النقدية طويلة الأجل لأكبر اقتصاد في العالم الذي يبدأ خطوته الأول تجاه التعافي المرجو له.
سنشهد أيضا اليوم بيانات اقتصادية جديدة قد تظهر لنا استمرار تعافي الإنتاج الصناعي لأكبر دولة صناعية في العالم، التي لا تزال تحافظ علي الريادة علي الرغم من التحديات التي تواجهها و انتعاش القطاع الصناعي في الصين التي تنافس بشدة علي ريادة الإنتاج الصناعي العالمي، حيث سيصدر أيضا اليوم قراءة كل من مؤشر الإنتاج الصناعي لشهر تشرين الأول التي من المتوقع أن تظهر ارتفاع القراءة لنسبة 0.4% مقارنة بنسبة 0.2%.
كما سنشهد قراءة مؤشر معدلات استغلال الطاقة لشهر تشرين الأول التي من المتوقع أن ترتفع هي ألآخري لنسبة نسبة 77.7%، مقارنة نسبة 77.4% في القراءة السابقة لشهر أيلول، مما قد يظهر لنا ارتفاع القراءة لأعلى مستوي لها منذ شهر آب من عام 2008، وسط انتعاش أنشطة الأعمال و النتائج الإيجابية للشركات الأمريكية العملاقة التي فاقت التوقعات خلال الربع الثالث، علماً بأن أكبر اقتصاد في العالم لا يزال يخطو خطواته الأولية في طريق التعافي و أنه قد يحتاج للمزيد من الوقت قبل الوصول لتحقيق النمو المستديم.