كاراكاس، 4 أكتوبر/تشرين ثان (إفي): تتابع العديد من دول العالم باهتمام كبير انتخابات الرئاسة الفنزويلية المقررة يوم الأحد المقبل، ولا يتوقف هذا الترقب للنتائج عند حدود المنطقة اللاتينية بل يشمل الحلفاء التقليديين للرئيس هوجو شافيز في سوريا وإيران والصين.
وأكد محللون سياسيون لـ(إفي) أن احتمال استمرار الزعيم الإشتراكي على رأس الدولة النفطية بعد السابع من أكتوبر/تشرين أول، أو تولي المعارض انريكي كابريليس مقاليد السلطة سيؤثر في العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
وقال الخبير السياسي خوان فرانسيكو كونتريراس لـ(إفي): "هناك اهتمام كبير في المنطقة بأسرها بنتائج العلمية الانتخابية في فنزويلا بسبب الدور الريادي الذي حاول الرئيس شافيز أن يلعبه، ولوجود بعض التحالفات مع دول مرتبطة أيديولوجيا به".
وحاول شافيز الذي يتمتع بشخصية كاريزمية منذ وصوله إلى سدة الحكم في عام 1999 أن يلعب دورا بارزا على الساحة الأقليمية من خلال دفع بعض الآليات في المنطقة مثل اتحاد امم أمريكا الجنوبية (أوناسور) ورابطة الدول الامريكية والكاريبي (سيلاك)، والرابطة البوليفارية للأمريكتين (ألبا).
وفي هذا الإطار، تمكن الرئيس الفنزويلي من نسج تحالفات قوية مع ما يسمى بالمحور البوليفاري الذي يضم كوبا ونيكاراجوا والإكوادور فضلا عن البرازيل والأرجنتين.
واعتمادا على موارد فنزويلا النفطية كونها صاحبة أكبر احتياطي من الخام في العالم، أقدم شافيز على تمويل برامج مختلفة في دول (ألبا) و(أوناسور)، كما وزع الملايين من براميل النفط على الدول الكاريبية دون شروط مالية مشجعة.
وفي ظل هذه العلاقات القوية مع دول المنطقة، أصبحت السوق اللاتينية تستهلك ثلث الصادرات الفنزويلية مع البرازيل وكولومبيا، كما وجهت عشرات الشركات الأقليمية استثماراتها نحو فنزويلا.
وتقول إلسا كاردوزو، أستاذة العلوم السياسية إن "فنزويلا قطعة هامة يمكنها أن تشكل الفارق في اللغز اللاتيني"، مشيرة إلى أنه في حال انتخاب شافيز لفترة ولاية ثالثة فسيكون امامه على المستوى الاقليمي "هامش ضيقة للمناورة" بسبب صعود حكومات "تتجه نحو مركز الطيف السياسي" مثل كولومبيا والمكسيك وتشيلي وبيرو.
وترى أن "البرجماتية" قد تفرض نفسها في حال فوز كابريليس الذي يصنف على أنه ينتمي ليسار الوسط، لتصبح "خريطة أمريكا اللاتينية متجانسة سياسيا".
وعلى الرغم من تبني شافيز لخطاب معادي للإمبريالية، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال هي المستهلك الرئيسي للنفط الفنزويلي حيث تستورد يوميا ما بين 1.5 إلى 2.5 مليون برميل، ما يجعل كاراكاس أيضا أحد الموردين الاساسيين للنفط إلى واشنطن.
وفي ظل عدم وجود تمثيل دبلوماسي على مستوى السفراء وتوتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ترى كاردوزو الاستاذة بجامعة فنزويلا المركزية ان الولايات المتحدة "ستسعد كثيرا إذا لم يتم انتخاب شافيز للمرة الثالثة".
كما أكدت على أنه "لايمكن تجاهل الصين"، في إشارة إلى الروابط مع العملاق الأسيوي، الشريك الثاني لفنزويلا، والذي يحتكر تقريبا الاستثمارات في مجالات استكشاف الذهب وبناء الاقمار الصناعية وتعاقدات تدشين مصافي النفط الفزويلية.
ولم يقتصر تنامي علاقات فنزويلا تحت حكم شافيز على الصين، بل وسعت من تلك الروابط مع دول مثيرة للجدل مثل إيران وسوريا وبيلاروسيا.
واعتبر كونتريراس أن موقف "التحدي للدول الغربية" سيتنامى في حال فوز شافيز مع استمراره في تبني نفس النهج "المناهض" في السياسة الخارجية "المناهض للولايات المتحدة"، و"المناهض للامبريالية والمناهض للرأسمالية".
لكنه رأى أن برنامج شافيز "ربما يتضمن تركيز أقل على هذه القضايا البعيدة"، كدعمه المطلق للرئيسين السوري بشار الأسد، والإيراني محمود أحمدي نجاد، وأن يعطي الأولوية لقوى أخرى صاعدة مثل مجموعة "بريك" التي تضم البرازيل والهند والصين وروسيا وجنوب أفريقيا.
في حين اعتبرت كاردوزو أنه "ليس من المتوقع على الإطلاق إقامة علاقات وثيقة مع دول مثل بيلاروسيا وإيران وسوريا في حال فوز كابريليس بالانتخابات".(إفي)