قامت مؤسسة التصنيف الإئتماني "ستاندرد آند باورز" بتخفيض التصنيف الإئتماني لعدد 9 دول أوروبية من بينهم فرنسا، ووقعت هذا التصنيف على أذان القادة الأوروبيين بحالة من الإستياء التام، فهذه الدول غير مستحملة لأي ضربة أخرى وجاءت هذه الضربة في موضع ووقت قاسي جداً على هذه الدول.
وقامت بعض من الدول الأوروبية بتقليل هذا الإجراء وخاصة ما قاله الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن على فرنسا أن تتحلى بالشجاعة والهدوء لاتخاذ قرارات صعبة من أجل التغلب على الأزمة المالية، وهو أول ظهور علني له منذ أن خفضت "ستاندارد آند بورز"، وشن أركان الحكومة الفرنسية بدءا برئيسها، هجوما إعلاميا على جبهات التفزيون والإذاعات والصحف اليومية، محتلين مساحة إعلامية كبيرة للتخفيف من وطأة تخفيض تصنيف فرنسا.
ويعتبر هذا التخفيض وهو خسارة الحكومة الفرنسية لتصنيف ثلاثة أيه ضخمة قبل ثلاثة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية كما تجعل من الصعب على الرئيس نيكولا ساركوزيالحصول على مكاسب أثناء مباحثاته حول الوضع المالي لمنطقة اليورو مع المستشارة الألمانية، كما يقوض القرار ثقة الأسواق بفرنسا رغم تعهد رئيس وزرائها فرانسوا فيون بالاستمرار في إجراءات التقشف التي يقول المنتقدون إنها ستكبح النمو الإقتصادي لفرنسا، وذلك من خلال تنافر المستثمرين.
وقامت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالإنضمام الى المسؤولين الأوروبيين المقللين من وقع تخفيض ستاندارد آند بورز تصنيف الدول الأوروبية، خاصة فرنسا، فشددت على أن تخفيض درجات الملاءة للدول المعنية لن يزيد من تكلفة خطة إنقاذ اليورو، وأضافت ميركل أن أوروبا وقعت تحت ضغوط من كل ناحية لذا يجب علينا تطبيق المعاهدة المالية التي تنص على تعزيز الانضباط المالي في منطقة اليورو لطمأنة المستثمرين، مع الجذب للمستثمرين وليس ابعادهم وذلك من خلال خوفهم من الإقتصاد الأوروبي.
وجاء هذا القرار من ستاندرد آند باورز وسط عاصفة من الانتقادات للقوة الكبيرة التي تتمتع بها وكالات التصنيف الائتمانيعن قرارها خفض الجدارة الائتمانية لأكثر من نصف الدول الأعضاء في منطقة اليورو، وعزت السبب في هذا التخفيض على أن الزعماء لأوروبيين لم يفعلوا ما يكفي لحل أزمة الدين.
وأثار أيضاً انتقادات في كل أنحاء أوروبا تقريباً إذ اعتبرته المفوضية الأوروبية "مستغرباً" لأنه يأتي في وقت يبدو فيه أن خطر تفاقم الأزمة أصبح بعيداً، وهو ما سيعمل على تعميق الجراح الأوروبية جراء الأزمة المالية التي تمر بها، وجاءت هذه النكسة في وقت غير ملائم على الإطلاق بالنسبة للدول الأوروبية، فنتظر لنرى ما هو رد فعل القادة الأوروبيين؟!!.