ها نحن نبدأ يوماً جديداً عزيزي القارئ، حيث سيواصل الاقتصاد الأمريكية إصدار المزيد من البيانات الاقتصادية، حيث سيصدر عن الاقتصاد الأمريكي اليوم قراءة المؤشرات القائدة، لتشير التوقعات إلى أن قراءة المؤشرات القائدة اليوم ستظهر ارتفاعاً طفيفاً خلال شهر تشرين الأول، مع الإشارة إلى أن هذا المؤشر يعتبر أحد المؤشرات المركبة والتي تصدر شهرياً عن المجلس التشاوري في الولايات المتحدة الأمريكية ويحمل في طياته 10 مؤشرات اقتصادية فرعية في محاولة للتنبؤ بالتغيرات الاقتصادية المستقبلية خلال فترة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر القادمة.
ومن المتوقع أن ترتفع قراءة المؤشر بنسبة 0.5% والخاصة بشهر تشرين الأول، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت ارتفاعاً بنسبة 0.3%، الأمر الذي يشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي سيشهد نمواً بوتيرة معتدلاً خلال ما تبقى من العام الجاري، حيث تشير التوقعات إلى أن معدل النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية سيستمر في الحوم حول 2.0% خلال ما تبقى من العام وبالأخص في الربع الأخير من العام الجاري، وذلك بسبب التحديات الجمة التي لا تزال تواجه الاقتصاد الأمريكي، والتي تعيق النمو الاقتصادي في البلاد، حيث تتلخص تلك المعوقات في ارتفاع معدلات البطالة في البلاد، تشديد شروط الائتمان، الأمر الذي لا زال يدمر الأنشطة الاقتصادية في كافة قطاعات الاقتصاد الأمريكي.
قطاع الصناعة الأمريكي لن يكون غائباً عن إصدار البيانات والأخبار الاقتصادية اليوم، حيث سيصدر عن القطاع بيانات بخصوص أداء القطاع خلال شهر تشرين الثاني الحالي، فمن المتوقع أن يصدر اليوم عن الاقتصاد الأمريكي قراءة مؤشر فيلادلفيا الصناعي خلال شهر تشرين الثاني ليشير إلى ارتفاع أنشطة القطاع الصناعي في فيلادلفيا لتصل إلى 5.0 بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 1.0، مع العلم بأن قطاع الصناعة الأمريكي دعم الاقتصاد الأمريكي وساعده على التوسع والنمو خلال الفترة الماضية، وبالأخص خلال الربع الرابع من العام الماضي 2009، عندما نما الاقتصاد الأمريكي بنسبة 5.0 بالمئة، بسبب تحسن الأوضاع الاقتصادية في قطاع الصناعة، كما وساعد قطاع الصناعة الأمريكي الاقتصاد على النمو بنسبة 3.7% خلال الربع الأول من العام الجاري 2010، بسبب استمرار القطاع في توسيع دائرة أنشطه الاقتصادية خلال تلك الفترة.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن قطاع الصناعة الأمريكي شهد انتكاسة حقيقية في أنشطته مؤخراً، وبشكل عام فإن جميع قطاعات الاقتصاد كانت على موعد مع ذلك مؤخراً، الأمر الذي قاد البنك الفدرالي الأمريكي إلى التدخل وضخ الأموال في الاقتصاد في جولتين من التخفيف الكمي، وذلك لدعم الاقتصاد وعجلة تعافيه ونموه خلال الفترة المقبلة.
كما وسيشهد اليوم صدور بيانات أسبوعية، تصدر بشكل دوري عن قطاع العمالة الأمريكية، وبصفتها تصدر بشكل أسبوعي فهي شديدة التأرجح والتقلب، حيث سيصدر عن قطاع العمالة اليوم قراءة مؤشر طلبات الإعانة للأسبوع المنتهي في الثالث عشر من تشرين الثاني، لتشير التوقعات إلى أن وتيرة تقديم الطلبات ارتفعت لتصل إلى 442 ألف طلب، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 435 ألف طلب، أما طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في السادس من تشرين الثاني، فمن المتوقع أن تنخفض لتصل إلى 4295 الف طلب، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 4301 ألف طلب.
وتقف معدلات البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية عند أعلى مستوى لها في أكثر من 25 عام عند 9.6%، حيث تقف معدلات البطالة ضمن الاقتصاد الأمريكي كالشوكة في حلة عجلة التعافي والانتعاش، ولا بد لنا من الإشارة إلى أننا لن نشهد تقدماً قوياً في عجلة التعافي والانتعاش الأمريكية، ما لم يتم السيطرة على مستويات البطالة المرتفعة...