القاهرة، 27 أبريل/نيسان (إفي): أعلن قادة حركتي فتح وحماس يوم الاربعاء عن التوصل لاتفاق تفاهمي برعاية مصرية لإنهاء الخلافات التي حالت دون إنهاء الانقسام القائم على الساحة الفلسطينية خلال السنوات الماضية.
وأكد رئيس كتلة فتح البرلمانية، عزام الأحمد، في مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، في القاهرة أن ما خرج إليه الشباب الفلسطيني في مظاهرات خلال الأسابيع الماضية لإنهاء الانقسام "تحقق اليوم".
وأوضح الأحمد أن الجامعة العربية ستشرف على تنفيذ هذا الاتفاق الذي قامت فيه مصر بدور الوساطة خلال العامين الماضيين، وأن فتح وحماس ستبقيان "في حالة حوار دائم لحل أي إشكالات تظهر".
وقال إن "إسرائيل قبل أن تسمع نتائج الاتفاق بدأت بتحذير (رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود) عباس من مغبة هذا الاتفاق لكن الرئيس أجابهم من موسكو أولا نريد حماس فهي جزء من النسيج الوطني الفلسطيني كما هي بقية الفصائل".
وكان ذلك رد فتح على على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي خير السلطة الوطنية الفلسطينية عقب الإعلان عن التوصل للاتفاق بين "السلام مع إسرائيل أو السلام مع حماس".
وقال نتنياهو في بيان: "ليس من الممكن تحقيق السلام مع كلا الطرفين، لأن حماس تسعى لإبادة إسرائيل، وقد صرحت بهذا علانية"، مضيفا أن "مجرد الفكرة في مصالحة يعكس مدى ضعف السلطة الوطنية الفلسطينية وتثير تساؤلات حول ما إذا كانت حماس ستستولي ايضا على "يهودا والسامرة" (التسمية اليهودية للضفة الغربية) مثلما فعلت في قطاع غزة صيف 2007".
من جانبه، قال أبو مرزوق إن "هذا ليس نهاية المشوار، العمل الحقيقي يبدأ بلقاء لكل الفصائل نهاية الأسبوع المقبل لنحتفل بتوقيع الفصائل كافة على تلك التفاهمات لتخرج بشكل حكومة جديدة وعصر جديد لنضال شعبنا".
ولم يشر أي من القياديين خلال المؤتمر الصحفي إلى ما ذكره رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري الوسيط بين الفصائل الفلسطينية لـ(إفي) من رام الله بأن عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل سيوقعان على اتفاق المصالحة بالقاهرة في الخامس من الشهر المقبل.
وأوضح الأحمد أن "محضر التفاهمات" الذي تم التوصل إليه اليوم في القاهرة "أجاب على التساؤلات حول بعض النقاط الواردة في الورقة المصرية، مثل الانتخابات، وموعد الانتخابات، والملف الأمني، واستئناف أعمال المجلس التشريعي، إضافة إلى الاتفاق على تشكيل حكومة تكنوقراط تضم شخصيات مهنية مستقلة".
وأشار إلى أنه تم الاتفاق أيضا على "الإفراج عن السجناء وفتح المؤسسات المغلقة وتوفير المناخ اللازمة لعقد انتخابات حرة وشفافة في ظل رقابة دولية فضلا عن إعادة هيكلة المجلس الوطني الفلسطيني".
وقال عزام الأحمد في اتصال عبر الهاتف لـ(إفي) إنه تم التوصل لاتفاق التفاهم "دون أن تمارس مصر ضغوطا على أي من الجانبين"، في إشارة إلى الضغوط التي كان يمارسها نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك على حركة حماس.
وأكد الأحمد أن فتح وحماس تعهدتا "ببذل كافة الجهود في المستقبل للوصول باتفاق التفاهم إلى نهاية جيدة".
وبعد الإعلان عن توقيع الاتفاق،أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، تومي فيتو اليوم أن أي حكومة فلسطينية يجب أن توافق على المبادئ التي أقرتها اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي) كالتخلي عن العنف والاعتراف بحق وجود إسرائيل واحترام الاتفاقيات الموقعة في الماضي.
وشدد على أن الولايات المتحدة "تبحث عن مصالحة بين الفلسطينيين على أسس تشجع قضية السلام". غير أنه أصر على الإشارة إلى أن حركة المقاومة الإسلامية حماس "منظمة إرهابية تهاجم مدنيين".
ويعود الانقسام بعد فتح وحماس بعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية التي أجريت في يناير/كانون ثان 2006 ، وسيطرتها على قطاع غزة في يونيو/حزيران 2007 بعد مواجهات مع قوات موالية للرئيس محمود عباس. (إفي)