ابيدجان، 31 مارس/آذار (إفي): اعلنت حكومة الرئيس المنتخب في كوت ديفوار الحسن وتارا بدء تطبيق حظر تجوال يسري اعتبارا من اليوم الخميس حتى الاحد ما بين الساعة 21.00 و06.00 ت.م في ابيدجان، العاصمة الاقتصادية للبلاد، والمحاطة بالقوات الجمهورية.
وكانت قرارات حظر التجوال تتخذ حتى الآن من قبل الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو الذي تخلى عنه الجيش والشرطة وحرس الحدود ويرفض تسليم السلطة لوتارا المعترف به دوليا فائزا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر/تشرين ثان الماضي.
وقال وتارا في خطاب بثته اليوم محطة (تي في سي) التليفزيونية التابعة لحكومته ان القوات الجمهورية لكوت ديفوار تتواجد حاليا على ابواب ابيدجان.
ودافع وتارا في خطابه عن الهجوم الذي تشنه القوات الجمهورية لكوت ديفوار منذ الاثنين الماضي.
وذكر ان هذا الهجوم سمح بالسيطرة على المدن الرئيسية في البلاد مثل العاصمة السياسية ياماسوكرو وسان بدرو التي تمثل اكبر ميناء لتصدير الكاكاو في العالم.
وقال "القوات الجمهورية لكوت ديفوار تتواجد على ابواب ابيدجان"، مطالبا "جميع المترددين" بالانضمام إليها.
ووجهت حكومة وتارا اليوم الانذار الأخير لجباجبو ليستسلم هو واتباعه في الساعات المقبلة بهدف تفادي "حمام دم" في ابيدجان.
وأكد رئيس الوزراء في حكومة وتارا، جيوم سورو في مقابلة مع محطة "فرانس 24" ان "كوت ديفوار واحدة وغير مقسمة"، مضيفا "جباجبو لديه ساعات للرحيل، واذا لم يرحل من ابيدجان فان الوضع سيكون اكثر تعقيدا بالنسبة له".
وأوضح انه "يتعين مواصلة التقدم العسكري"، مفيدا بأن "الهدف الوحيد يكمن في تنفيذ نتائج الانتخابات واستعادة الديمقراطية".
ومن جانبها، حذرت الإدارة الأمريكية اليوم جباجبو من إهدار فرص تسليم السلطة بشكل سلمي للرئيس المنتخب وتارا.
وقال مساعد وزيرة الخارجية للشئون الأفريقية جوني كارسون "لا تزال أمام جباجبو فرصة للتخلي عن الحكم بشكل سلمي وأن يحث أنصاره على عمل المثل" محذرا من ان تلك الفرصة في طريقها إلى الضياع.
وتعتبر الإدارة الأمريكية أن مواطني كوت ديفوار عبروا عن إرادتهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي ذكرت اللجنة الانتخابية المستقلة في البلاد أن وتارا فاز بها.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم جباجبو بأن "يسلم مقاليد السلطة فورا" إلى الرئيس المنتخب ، مناشدا الطرفين بتجنب "الانتقام".
وذكرت المنظمة الدولية في بيان لها أن بان كي مون "يدعو جباجبو إلى أن يتخلى عن الحكم لصالح وتارا من أجل بدء مرحلة تسليم مؤسسات الدولة إلى السلطات الشرعية".
وحث امين عام الأمم المتحدة جميع الأطراف بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس والتخلي عن الاعمال الانتقامية، وتغليب مصالح البلاد العليا على أية أمور أخرى.
وقال بان كي مون، الذي يتواجد حاليا في كينيا حيث قدم تقريره حول تطور مرض الإيدز، إنه يتابع عن كثب ما يجري في كوت ديفوار وتطور الأحداث المتلاحق، معربا عن قلقه لتزايد وتيرة العنف.
ودعت فرنسا اليوم جباجبو لـ"التوقف عن إراقة دماء مواطنيه واحترام إرادة الشعب الإيفواري".
وأكد متحدث دبلوماسي أن قرار مجلس الأمن رقم 1975 الذي قدمته فرنسا ونيجيريا وتبناه المجلس مؤخرا يعترف بالحسن وتارا رئيسا شرعيا لكوت ديفوار ويفرض عقوبات مباشرة على شخصيات إيفوارية ويدين استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين.
ويطالب القرار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المنتشرة في كوت ديفوار بـ"منع استخدام السلاح ضد الشعب"، كما يدعو للتحقيق فيما إذا كانت الهجمات التي يشنها جباجبو ضد المدنيين "تشكل جرائم ضد الإنسانية".
وأعلن المتحدث في الوقت نفسه عن إرسال مساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين في كوت ديفوار بقيمة مليون يورو لرعاية النازحين ونصف مليون للاجئين.
يذكر ان المجتمع الدولي اعترف بوتارا فائزا بالانتخابات الرئاسية الأخيرة في كوت ديفوار، وطالب الرئيس المنتهية ولايته مرارا بالرحيل عن السلطة. لكن المجلس الدستوري في كوت ديفوار، والذي يسيطر عليه أنصار جباجبو، ألغى نتائج الانتخابات في سبع مقاطعات في شمال البلاد حيث تتزايد شعبية وتارا، لتغير النتائج لصالح جباجبو والذي نصب نفسه رئيسا للبلاد لفترة رئاسية جديدة. (إفي)