غرناطة، 12 يوليو/ تموز (إفي): أصدر إيميليو جارثيا فيدمان أستاذ اللغة الإسبانية بجامعة غرناطة لأول مرة كتابا يحلل فيه قرابة 200 قول مأثور وقصائد غنائية كتبها الشاعر الإسباني أنطونيو ماتشادو على مدار حياته، وتخصص في فن الشعر الإجتماعي.
وفي تصريحات لـ(إفي) قال مؤلف كتاب "القصائد الغنائية وأقوال أنطونيو ماتشادو المأثورة" أنه قام بتحليل جميع قصائد الشاعر التي تنتمي لهذا اللون من الأدب.
ويحتوي الكتاب على عدة أشعار من دواوين مختلفة للشاعر الإسباني تنتمي لمراحل مختلفة من حياته ويعرض لنا كيف تتطورت أفكار الشاعر وإسلوبه الأدبي.
وأوضح جارثيا فيدمان: "الكتاب يعتبر دراسة تتميز بالحداثة والأصالة في نفس الوقت، في محاولة لكي أوفي ماتشادو حقه بعد النقد الحاد الذي تعرض له"، ويعد الكتاب محاولة لفهم الأزمة الدينية والفكرية التي تعرض لها الشاعر.
ويرى المؤلف أن معظم الشعراء الذين عاصروا الشاعر الأندلسي، الذي ولد في مدينة إشبيلية، كانوا يتناولون مشاكل العامة، بينما خالف ماتشادو ذلك التيار تماما واهتم بالتعبير عن افكاره الشخصية ومشاعره وأحساسيسه الداخلية.
وقال المؤلف أن الكتاب أيضا يتعمق في فكرة تعريف الإنسان وفكرة عدم الكمال وهي الأفكار التي جعلت النقاد يحتارون في تصنيف أنطونيو ماتشادو ضمن جيل 98 أو ضمن المحدثين.
بينما يعتقد فيدمان أن أنطونيو ماتشادو يحمل خصائص شعر المحدثين من حيث الإسلوب الشعري والصياغة الأدبية، وبالمثل يحمل خصائص جيل 98 حيث اهتمامه بالقضايا الإجتماعية.
ويرى أن "جيل 98 ليس موجودا في الحقيقه، إنه اختراع"، وأن الشعر الإجتماعى أضر كثيرا بصورة أنطونيو ماتشادو.
ويعتزم جارثيا فيدمان إصدار كتاب جديد يتناول فيه الفلسفة العميقة للشاعر وأسلوب تفكيره.
ومن المعروف أن الإسباني أنطونيو ماتشادو (1875-1939)أحد الشعراء والروائيين والكتاب المسرحيين البارزين في إسبانيا وعلى مستوى العالم، واشتهر بفلسفته العالية في قضايا في منتهى التعقيد والأهمية مثل قضية "الجبر والاختيار" ومصير الانسان وعدم كمال الإنسان.
وكان ماتشادو يعبر في أشعاره عن تلك الأفكار أو يستخدم شخصية مسرحية أو البطل لينقل أفكاره للمشاهدين، وهو ما أدى إلى تعرضه للنقد بصورة دائمة.(إفي)