صدر عن الاقتصاد الأمريكي عزيزي القارئ المزيد من البيانات اليوم، حيث جاءت المؤشرات القائدة والتي تهتم بالتطلعات للأشهر الثلاثة إلى الستة القادمة للاقتصاد الأمريكي، بأعلى من التوقعات خلال تشرين الثاني ليصل إلى 0.9% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 0.3% وبأعلى من التوقعات عند 0.7%، الأمر الذي يشير إلى ان الاقتصاد الأمريكي يواصل مسيرته نحو التعافي خلال الفترة القادمة، إذ تشير التوقعات بأن العام 2010 سيكون عام التعافي للاقتصاد الأمريكي.
والجدير بالذكر أن المؤشرات الفرعية أسهمت في ارتفاع المؤشر الرئيسي والتي تمثلت في ارتفاع طلبات الإعانة بنسبة 0.26% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 0.09%، بينما ارتفعت تصريحات البناء بنسبة 0.16% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت -0.12%.
كما أن مؤشرات الأسهم من الجانب الآخر واصلت ارتفاعها على مدى الأشهر الماضية لتضيف ما نسبته 0.07% للمؤشر الرئيسي، والذي أتى بارتفاع طفيف عن الإضافة السابقة التي بلغت 0.09% خلال تشرين الأول، إلى جانب توقعات المستهلكين التي تقلصت لتصل إلى -0.06% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 0.14%.
ونشير هنا عزيزي القارئ أن الاقتصاد الامريكي يواصل مسيرته نحو التعافي من أسوأ أزمة مالية منذ الثلاثينات، حيث أن الأوضاع الاقتصادية لوحظت في مختلف القطاعات الرئيسية في الاقتصاد، واضعين في الاعتبار تطور النشاط الاقتصادي بشكل تدريجي في كل من قطاع الصناعة، والمنازل، والخدمات، والعمالة الأمريكي، والذي بدأ في التحسن مؤخرا.
ولكن بالرغم من التحسن الذي شوهد في الاقتصاد ككل، إلا أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال يواجه التحديات التي تتمثل في معدلات البطالة المرتفعة التي لا تزال ضمن أعلى مستوى لها منذ 26 عام، إلى جانب الظروف الائتمانية الصعبة وتهديدات التضخم، والتي من الممكن أن تثقل كاهل النشاط الاقتصادي خلال الفترة المقبلة.
كما صدر عن وزارة العمل الأمريكية اليوم طلبات الإعانة للأسبوع المنتهي في الثاني عشر من كانون الأول والذي ارتفع بشكل طفيف وبأعلى من التوقعات لتصل إلى 480 الف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 473 ألف طلب، بينما ارتفعت طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في الخامس من كانون الأول لتصل إلى 5186 ألف طلب مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 5181 ألف طلب.
وهذا يعطينا مؤشر أنه بالرغم من أن عمليات تسريح الموظفين تقلصت مؤخرا، وأن معدلات البطالة تراجعت بشكل طفيف، إلا ان قطاع العمالة الأمريكي لا يزال يواجه المصاعب متأثرا بالضعف الاقتصادي الراهن والتي تضع حواجز أمام قيام الشركات الأمريكية بتوظيف أشخاص جدد، وذلك حتى يتحقق التطور الواضح في الاقتصاد الأمريكي ليشير أنه تعافى بشكل تام من الأزمة الائتمانية.
كما أن قطاع الصناعة الأمريكي أصدر اليوم تقريرا ليشير استمرارية التحسن التدريجي في القطاع، حيث ارتفع مؤشر فيلادلفيا الصناعي خلال كانون الأول ليصل إلى 20.4 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 16.7 وبأعلى من التوقعات التي بلغت 16.0.
علما أن المؤشرات الفرعية أظهرت الأسعار المدفوعة ارتفعت لتصل إلى 33.8 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 14.9، بينما توسعت الأسعار الواردة لتصل إلى -1.8 مقابل -1.5، أما الطلبات الجديدة فقد تراجعت لتصل إلى 6.5 مقابل 14.8، إلى جانب تراجع الشحنات لتصل إلى 15.3 مقابل 15.7، أما المخزونات فقد تقلصت لتصل إلى -7.4 مقابل -17.3، حيث أن موسم الأعياد ساهم في تعزيز مستويات الطلب في الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي تحول المصنعين إلى رفع مستويات المخزونات لديهم، وذلك لملاقاة مستويات الطلب الموسمية، كما ان أعداد الموظفين ارتفع خلال كانون الأول في القطاع ليصل إلى 6.3 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت -0.5.