نيويورك، 27 ديسمبر/كانون أول (إفي): أخذت عادة القراءة طابعا جديدا عام 2009 مع إدخال الصناعة الإلكترونية للكتاب الرقمي الذي أصبح محط اهتمام الكثيرين سواء من محبي الابتكارات والاختراعات أو من محبي القراءة والمعرفة.
ويشتمل الكتاب الإلكتروني بالطبع على العديد من المميزات والخصائص التي جعلت الإقبال عليه يتزايد تدريجيا لما يوفره من إمكانية تحميل الكتب والوثائق من على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى حجمه الصغير الذي يماثل المتعلقات الصغيرة التي تحمل في الجيب، كما أنه يعتبر حلا عند الحاجة إلى بعض الكتب والمراجع اللازمة لإعداد المقالات، ولذلك فإنه يعد بمثابة مكتبة صغيرة متنقلة.
وتخطط بعض وسائل الأعلام في نيويورك لاستخدام المنتج الإلكتروني الجديد في بث خدماتها، بحيث يتمكن مستخدمو الكتاب الإلكتروني من متابعة الصحف الرئيسية في الولايات المتحدة، كما أن الفترة الحالية تشهد حربا حقيقية بين الشركات التي تعمل على تسويق الكتب الرقمية عبر الإنترنت وفي مقدمتها شبكة (أمازون) الشهيرة، التي تقدم خصومات كبيرة على أعمال الكتاب الأكثر تحقيقا للمبيعات كسارة بالين ودان براون.
وكذلك فقد انخفض سعر الكتاب الإلكتروني "كيندل" إلى 259 دولار، ووافقت "سوني" و"نوك" على إدخال مزيد من أنواع الملفات، وأتاح "جوجل" ما يزيد عن ثمانية ملايين كتاب على الإنترنت، وظهرت شبكات مثل "يوربيانا"، توفر إمكانية تحميل الكتب الرقمية، هذا بالإضافة إلى إعلان "مارفيل" أنها تعتزم طرح كتابها الإلكتروني مطلع عام 2010 مقابل 150 دولار.
وتؤكد كافة هذه المؤشرات أن الكتاب الرقمي نجح خلال عام 2009 في تخطي حاجز الاختراعات الواعدة، بعد وصوله إلى المناطق التي تعد بتراجع لا رجعة فيه عن التعامل مع الكتاب الورقي كوسيلة أساسية، مع انتقال القراءة إلى شبكة الإنترنت والكتاب الإلكتروني.
بيد أن صحيفة (لابانجوارديا) الإسبانية أبرزت في تقرير لها اليوم العوائق التي تقف أمام استمرار الكتاب الإلكتروني، مشيرة إلى أن الحصول على نسخة منه في الوقت الراهن يعد في غاية في الصعوبة، حيث يتطلب اقتنائه التسجيل في قائمة انتظار طويلة حتى منتصف يناير/كانون أول، أمام عدم توافره.
وتوقع الخبراء الذين استندت إليهم الصحيفة سرعة زوال الكتب الإلكترونية، وأوضحوا أن هذه المشغلات ليست سوى أجهزة توفر إمكانية القراءة للملفات شأنها شأن هواتف "آي تابلت" التي تعتزم شركة "أبل" الأمريكية طرحها العام القادم، والتي توفر هي الأخرى إمكانية تحميل الكتب، وكذلك فرصة إرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني.
وبعد أن اتفق الخبراء على أن القراءة لا تحتاج إلى انتظار التكنولوجيا الجديدة، أشاروا إلى أن قارئ الملفات الذي تقدمه سوني أكثر سهولة، غير أنه يتطلب اتصالا بالحاسب الإلكتروني لتحميل الكتب والوثائق.
ورغم توفير الكتب الإلكترونية لإمكانية تحديد ونسخ الفقرات الهامة بسهولة وسرعة من الأعمال الرقمية، وهي العمليات التي كانت تستغرق الكثير من الوقت والمجهود مع استخدام الكتاب الورقي، إلا أنه لا يزال هناك دافع للحنين إلى الأعمال القديمة، كما نقلت صحيفة (الباييس) الإسبانية عن أستاذ التاريخ والأدب البلجيكي أنطوان كومبانيون، الذي أكد أنه "من الصعب قراءة مطولة لـ(الأديب الفرنسي مارسيل) بروست أو (الفيلسوف الألماني) هيجل في كتاب إلكتروني"، كما اعتبر أن "الكتاب يمثل أرضا للاستكشاف" يفتقده القارئ في الشاشة.
وأكد الخبراء أنه ليس من الصعب التصور بأن يصبح مصير هذه الأجهزة الزوال مع الهوس المستمر بالتكنولوجيا، ليصبح الكتاب الإلكتروني في المستقبل إحدى قطع متحف التكنولوجيات السريعة، وليصبح ولع مستخدميه أيضا تاريخ آخر. (إفي)