أحمد مصطفى.
القاهرة، 19 يناير/كانون ثان (إفي): تتوجه الانظار صوب منتخب غانا من بين جميع المنتخبات المشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2012، التي تحتضنها كل من غينيا الاستوائية والجابون، باعتباره المرشح الأبرز للتتويج باللقب القاري في ظل غياب منتخب مصر الذي احتكر البطولة في آخر ثلاث نسخ لها.
وأصبح الطريق الى لقب النسخة 28 من العرس الأفريقي ممهدا امام منتخب "النجوم السوداء"، الذي يمر بواحدة من أزهى فتراته الكروية في الاعوام الاخيرة، فبعد أن كان "الفراعنة" يشكلون حجر عثرة امام طموح الفوز باللقب، فإن غيابهم هذه المرة على غير العادة جعل أغلب التوقعات تذهب في مصلحة ابناء غانا للحصول على الكأس المقبلة، شأنهم شأن كوت ديفوار.
وتشير التوقعات الى أن منافسي غانا في البطولة سينحصرون بين تونس والمغرب والسنغال، بجانب كوت ديفوار، مع الأخذ في الاعتبار احتمالية مواجهة أحد المنتخبين العربيين في دور الثمانية.
وأوقعت قرعة البطولة الأفريقية منتخب غانا في المجموعة الرابعة، التي تضم ايضا كلا من مالي وغينيا وبوتسوانا، وتبدو فرصها الأوفر لتصدر المجموعة والاصطدام في دور الثمانية بأحد فرق المجموعة الثالثة التي تضم تونس والمغرب والجابون والنيجر.
وتطمح غانا تحت قيادة المدرب الصربي جوران ستيفانوفيتش الى الفوز بلقبها الخامس في بطولات الأمم الأفريقية، والأول لها منذ عام 1982 ، فقد كانت قريبة من حصد اللقب في نسخة أنجولا الاخيرة عام 2010 لولا اصطدامها في النهائي بالمنتخب المصري الذي خطف الكأس بهدف في الوقت القاتل.
اما في نسخة 2008 قبل الاخيرة فقد اكتفت بالمركز الثالث على أرضها بعد فوزها على كوت ديفوار برباعية مقابل هدفين.
ويشهد تاريخ البطولة على مشاركة غانا في 17 نسخة من أصل 28 ، وقد رفعت الكأس أربع مرات اعوام 1963 و1965 و1978 و1982.
والحقيقة أن مستوى "النجوم السوداء" شهد طفرة غير مسبوقة منذ 2006 ، فبعد أن كانت لهم الزعامة في القارة الأفريقية مطلع عقد الثمانينيات باعتباره أول منتخب يفوز بأمم أفريقيا أربع مرات، فقد تسربت الريادة من بين يديه مع ارتفاع أسهم مصر والكاميرون في العقدين الاخيرين بعد أن عادلا الانجاز بل وتخطته الأولى.
ففي 2006 شاركت غانا للمرة الأولى في تاريخها في بطولة كأس العالم بمونديال ألمانيا، فأبدعت في ظهورها الأول وبلغت دور الـ16 بعد أن تخطت مجموعة صعبة كانت تضم إيطاليا، التي فازت باللقب العالمي فيما بعد، الى جانب الولايات المتحدة والتشيك، حيث خسر امام الأتزوري وفاز في المباراتين الاخرتين.
ووضع منتخب السامبا حدا لمغامرة "برازيل أفريقيا" فتفوق عليه بثلاثية نظيفة في دور الـ16 ليغادر المونديال مرفوع الرأس، حيث كان الممثل الأفريقي الوحيد الذي بلغ الدور الثاني بعد اخفاق كل من كوت ديفوار وتونس وأنجولا وتوجو.
ورغم التألق الدولي، الا ان حلم التتويج بالأمم الأفريقية لم يتحقق في نسختي 2008 على أرضها و2010 بأنجولا، فاكتفى منتخبها بالمركزين الثالث والثاني على الترتيب، ما استدعى تجديد دماء الفريق والاعتماد على ابطال مونديال كأس العالم للشباب تحت 20 عاما الذي احتضنته مصر عام 2009 ، ما كشف عن جدية السعي لتحقيق مجد جديد في مونديال جنوب أفريقيا 2010.
وبالفعل كان الشباب عند حسن الظن فأبهروا العالم بكرة حديثة وبابتكارات خططية رشيقة من ابداع الصربي ميلوفان رايفاتش، ما انعكس على النتائج الرائعة التي حققوها في ثاني مشاركة مونديالية، فكان الفوز في اللقاء الأول على صربيا بهدف نظيف، ثم التعادل 1-1 مع أستراليا، والهزيمة بصعوبة من ألمانيا بهدف وحيد، ليتأهلوا للدور الثاني للمرة الثانية على التوالي.
كان سقف الطموح قد ارتفع هذه المرة، فحقق ابناء غانا انجازا غير مسبوق بالصعود الى ربع النهائي بالفوز على الولايات المتحدة 2-1 ، ليصبح الطموح بلا حدود عند مواجهة أوروجواي التي خسروها بطريقة درامية في مباراة لن تمحى من ذاكرة كأس العالم.
وبالنظر الى الكتيبة التي سيعتمد عليها ستيفانوفيتش في مهمة قنص البطولة، فقد أعلن قائمة شملت الأخوين أندري وجوردان أيو نجمي مارسيليا الفرنسي، بجانب أسامواه جيان مهاجم العين الإماراتي وكوادو أسامواه لاعب أودينيزي الإيطالي، وسليمان مونتاري من إنتر ميلانو.
وحافظ ستيفانوفيتش على قوام الدفاع باستدعاء إيزاك فورساه (هوفنهايم الألماني) وجون منساه (ليون الفرنسي) وجون بانتسيل ليستر سيتي الإنجليزي)).
وغاب عن القائمة الحارس المخضرم ريتشارد كينجسون الذي حرس عرين غانا في المونديال الاخير، بما يبشر بأن الشاب آدم كواراسي المحترف بالدوري النرويجي سيكون الحارس الأساسي.
ولعل أبرز الغائبين عن البطولة هما كيفن برنس بواتنج ومايكل إيسيان، فالأول قرر الاعتزال الدولي والتفرغ لناديه ايه سي ميلان الإيطالي، أما نجم تشيلسي الإنجليزي فيعاني من إصابة طويلة ستبعده عن اللحاق بالبطولة.
جدير بالذكر أن الأداء المبهر الذي يقدمه بواتينج مع ميلان يجعله في مصاف أفضل لاعبي غانا وأفريقيا بل والعالم، لكن موقفه من رفض المشاركة الدولية مع منتخب بلاده أثار عاصفة من الانتقادات والهجوم عليه من بني بلده ليتهمونه بالخيانة، حتى أن رئيس الاتحاد الغاني لكرة القدم نياتاكي كيوسي كان رد فعله "برنس.. الى مزبلة التاريخ".
غير أنه من المتوقع أن بواتنج سيتقدم باعتذار للعودة للمنتخب اذا ما ضمنت بلاده المشاركة في مونديال البرازيل 2014 ، فقد دفعه التألق في مونديال 2010 لارتداء قميص ميلان، غير أنه من المرجح أن ترفض الجماهير الغاضبة استدعائه، بداعي ان النجوم السوداء لن تتأثر بغياب نجم عن مجرتها، التي لن تتوقف عن التلألأ في وجود رفاق مونتاري وأيو. (إفي) أ ف/ع ن