مدريد، 26 ديسمبر/كانون أول (إفي): تعتزم مؤسسة البيت العربي، عشية وصول الملوك المجوس إلى العاصمة الإسبانية مدريد في يومي الرابع والخامس من يناير/كانون ثان المقبل، تنظيم ورشة معرفية تطلع الأطفال على رحلة هؤلاء الملوك في الشرق قبل أن يبلغوا مدينة بيت لحم.
وستدشن أول أنشطة هذه الورشة تحت عنوان "دفتر رحلات الملوك المجوس" والذي يعد مزيجا من الرسم والحكاية يقوم الأطفال المشاركون خلاله برسم ملوك الشرق في دفاترهم.
ومن المقرر أن تجرى فعاليات هذا النشاط في ثلاث جلسات بمقر البيت العربي في مدريد. والمشاركة ستتاح للأطفال من سن 6 سنوات بصورة مجانية.
كما ستنظم المؤسسة استعراض "النجمة المسافرة وقافلة الحكماء" الذي يتضمن حكايات، ورسومات متحركة، وموسيقى، حيث تروى القصة الطريفة للنجمة المسافرة ورحلة ثلاثة حكماء قادمين من دول بعيدة إلى أن وصلوا إلى قرية صغيرة في فلسطين تقابلوا فيها مع طفل صغير.
ومن المعروف أن إسبانيا تحتفل سنويا في ليلة السادس من يناير/كانون ثان بعيد الملوك المجوس الذين يعتقد أنهم رأوا نجمة في الشرق تبشر بميلاد السيد المسيح، وقاموا بتتبعها حتى وصلوا إلى مدينة بيت لحم حيث قدموا له الهدايا.
ويعتبر هؤلاء الملوك جاسبار، وبلتسار، وميلتشور المعادل الموضوعي لسانتا كلوز بالنسبة لأطفال أوروبا، كما يحتفل بنفس المناسبة في أمريكا اللاتينية.
ويحط ملوك الشرق في كل مدينة حسب تقاليد وعادات تلك المدينة، ففي جزر الكناريا يصل الملوك إليها جوا بعد هبوطهم في مطار "رودريجث لوبيث" بالطائرة المروحية. وفي سانتياجو، شمالي إسبانيا، يصلون بالقطار. وفي كانتابريا (شمال) بالسفينة. وفي مدريد يمتطي الملوك الجمال وينطلقون من شارع ألكالا ويتجهون نحو ساحة بلاثا ديل سول، وسط العاصمة.
ويتبع الشعب الإسباني هذا التقليد منذ فترة طويلة، حتى تأصل في ثقافته، وعلى الرغم من التأثيرات الأوروبية والغربية فيما يخص احتفالات عيد الميلاد، فإن الأطفال الإسبان لا يزالون يتمسكون بملوك الشرق أكثر بكثير من بابا نويل أو سانتا كلوز.
وجرت العادة أن تصطحب العائلة أطفالها مساء الخامس من يناير/كانون ثان لاستقبال ملوك الشرق، حسب مواعيد تعدها وتنظمها بلدية كل مدينة، وتستقبل الأسر عادة هؤلاء الملوك بكل حفاوة، ضمن مظاهر البهجة والسرور في موكب مهيب، بمصاحبة حشد من الفرق الموسيقية والغنائية.
يشار إلى أن (البيت العربي) هو مؤسسة تم إنشاؤها بإسبانيا في يوليو/تموز 2006 بهدف دعم الدراسات العربية والإسلامية والمساهمة في إقامة جسر بين المنطقة العربية وإسبانيا.(إفي)