البصرة (العراق) (اف ب) - قال مدير شركة "نفط الجنوب" العراقية كفاح نعمان ان اعادة احياء شركة النفط الوطنية التي اهملت منذ اكثر من عقدين بعد الغائها من قبل صدام حسين سيعزز القطاع النفطي الضعيف.
واوضح نعمان لوكالة فرانس برس في مقر الشركة في البصرة اهمية اعادة مجموعة وطنية تكون بمثابة الام لشركة نفط الجنوب اكبر شركات النفط في البلاد.
واضاف نعمان الذي يعمل في الشركة منذ 36 عاما ان "شركة النفط الوطنية ستحصل على مزيد من المرونة وفهم افضل لتخطيط وتشغيل الشركات حتى تتمكن من العمل".
وانتاج العراق حاليا اقل مما كان عليه قبل الاجتياح العام 2003. لكنه قد يرتفع "بشكل كبير في حال تنفيذ خطة صناعية".
ولا يزال مشروع قانون الشركة الوطنية وكذلك قانون النفط والغاز مؤجلا منذ فترة طويلة بسبب النزاع المرير بين الاحزاب الشيعية والسنية والكردية حيال تقاسم الثروة النفطية.
وقال نعمان انه بمجرد اعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي جرت السبت الماضي فان النواب سيحاولون مرة اخرى طرح مسودة قانون النفط المثير للجدل للنقاش.
واضاف نعمان الذي تم تعيينه مديرا للشركة العام الماضي بعد ان اقال رئيس الوزراء نوري المالكي مديرها السابق عبد الجبار اللعيبي "نأمل في الحصول على عدد غير قليل من القرارات في بداية شباط/ فبراير".
واضاف "كما نأمل الحصول على مزيد من السلطة لنكون قادرين على التحرك بعيدا عن المركزية داخل وزارة النفط والحكومة".
ويتربع العراق على ثالث اكبر احتياطي للنفط الخام في العالم بعد السعودية وايران لكنه بحاجة ماسة لعائداته لاعادة بناء الاقتصاد الذي دمرته الحرب خصوصا بعد تراجع الأسعار العالمية.
وكان الحد الاقصى للتصدير قبل العام 2003 نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا لكن الانتاج حاليا يبلغ 2,18 مليون برميل يوميا بينها 1,6 مليون برميل للتصدير وفقا للارقام الصادرة عن منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك).
ويتصارع الساسة المحليون في البصرة لنيل حصة اكبر من عائدات النفط.
واضاف نعمان "حتى الان اوقفت المشكلة الامنية اوقفت الشركات من المضي قدما. اما الآن فان الوضع الامني جيد نوعا ما لكننا نامل أن تكون الامور افضل".
وتعتبر محافظة البصرة المركز الاقتصادي للبلاد فهي تنتج 70 بالمئة من نفط العراق كما تصدر موانئها الوحيدة في العراق 80 في المئة من النفط الخام.
وقال "في غضون اربع الى خمس سنوات يمكن لشركة نفط الجنوب زيادة الانتاج الى 5,3 مليون برميل يوميا. لكن للوصول الى هذا الهدف تحتاج البلاد الى خبرات اجنبية".
وشرع العراق العام الماضي باعلان اول مناقصة عالمية لتطوير نحو 20 حقلا للنفط والغاز في محاولة لتكثيف انتاجها مقارنة مع نسبة الاحتياطي الهائل التي تقدر ب 115 مليار برميل.
وشاركت اكثر من 35 شركة اجنبية في جولة التراخيص الاولى املا بالحصول على حصة مربحة من الحقول العراقية لكنها سرعان ما تراجعت بعد اعلان وزارة النفط ان العقود هي للخدمة فقط وليست مشاركة في الانتاج.
وقال نعمان "لن تكون هناك عقود مشاركة بالانتاج في كل التراخيص فقط للخدمة" مشيرا الى ان "خصخصة الانشطة التمهيدية غير مرجحة". واعرب عن الامل في زيادة الانتاج بمعدل 300 الى 400 الف برميل يوميا العام الحالي "ونأمل في تنفيذ حلول سريعة سيكون بموجبها الحد الأدنى من الحفر مطلوبا".
ويتطلع نعمان الى حفر 400 بئر بحلول العام 2010 بمساعدة شركات اجنبية.