بغداد 12-2-2009 (ا ف ب) - قال مدير الشركة العامة لتسويق النفط العراقية (سومو) فلاح العامري الخميس ان سعر برميل نفط الخام لن يعود الى الارتفاع الى مستوى 70 او 75 دولارا قبل عامين على الاقل بسبب الازمة الاقتصادية العالمية.
وحذر العامري في مقابلة مع وكالة فرانس برس من ان التباطؤ المفاجئ في الاقتصاد الصيني قد يضاعف من الوضع القاتم للاقتصاد في الولايات المتحدة وضعف الطلب الاوروبي.
واضاف "نحن بحاجة على الاقل لمدة عامين اخرين لجعل سعر النفط يرتفع الى مستوى 70 الى 75 دولار".
واوضح ان "نسبة النمو في الصين كان يتوقع ان تكون تسعة في المئة، لكنهم خفضوا التقديرات الى اربعة في المئة. واميركا واوروبا كلها في حالة ركود، وخصوصا بريطانيا، ولا تزال الصورة قاتمة والنظام ينهار".
واضاف "ان الصين لديها تأثير كبير على السوق الدولية"، مضيفا "اذا استمرت بالنمو فان ذلك سيؤثر في الطلب لانها دائما بحاجة للنفط" ، لكنه حذر في حال "انهيار الاقتصاد الصيني" فمن شأن ذلك ان يزيد من انهيار الاسعار.
وقال العامري "يعود لوزراء اوبك ان يتخذوا قرارا في الاجتماع الذي سيعقد في 15 اذار/مارس" بشأن خفض الانتاج من عدمه.
لكنه رأى ان من المحتمل ان ترتفع الاسعار في النصف الثاني من العام 2009.
واضاف "في الجزء الاول من هذا العام سيكون سعر البرميل اقل من 50 دولارا، ومن الوارد ان يصل في الجزء الثاني الى اكثر من 50 ولكن اقل من 55 دولارا".
واضاف "في العام المقبل وربما اكثر قليلا ، بزيادة خمسة أو عشرة دولارات".
يشار الى ان شركة سومو مسؤولة عن بيع النفط في العراق الى الاسواق الدولية، واستيراد المنتجات النفطية المكررة للاستخدام المنزلي، فضلا عن تصدير المنتجات غير المكررة.
وقال العامري انه سيكون ايضا من الصعب التعامل مع الفوائض التي تراكمت في سوق النفط الدولية في الاشهر الاخيرة، وهذا عامل من شأنه ان يحافظ على تدني الاسعار.
وقال "هناك مخزون هائل في السوق الدولية".
واوضح "ينبغي ان يكون المخزون حوالى 52 يوما ولكن في الوقت الحالي هو نحو 57 يوما. وينبغي ان يزال ذلك من السوق، ولكن اذا استمر تدهور الاقتصاد الدولي فان الفائض سيزيد".
ويملك العراق ثالث اكبر احتياطي نفطي مكتشف في العالم بعد السعودية وايران، لكنه بحاجة ماسة لعائداته لاعادة بناء الاقتصاد الذي دمرته الحرب، وخصوصا مع تراجع الاسعار العالمية.
وخفض العراق بالفعل ميزانيته الوطنية لعام 2009 مرتين بسبب انخفاض اسعار النفط المصدر الرئيسي للدخل.
وتراجعت اسعار النفط باكثر من الثلثين بعدما بلغت 147 دولارا للبرميل الواحد في تموز/يوليو الماضي.
وكان وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني اعلن الاسبوع الماضي ان اوبك ستخفض الانتاج في آذار/مارس، وشدد على ان سعر برميل النفط يجب الا يقل عن 70 دولارا.
وكان مستوى صادرات البلاد قبل الغزو الاميركي في عام 2003 حوالى ثلاثة ملايين برميل يوميا، لكنها الان لا ينتج سوى 2,18 مليون برميل يوميا، منها 1,6 مليون دولار من اجل التصدير ، وفقا لارقام منظمة اوبك.