مدريد (ا ف ب) - حققت روسيا واسبانيا الثلاثاء تقاربا في مجال الطاقة توج زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الى مدريد ودامت يومين.
واعلن رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو في مؤتمر صحافي مع مدفيديف ان من "الاهداف ذات الاولوية" خلال تولي اسبانيا رئاسة الاتحاد الاوروبي، "المضي قدما في العلاقة مع روسيا" لا سيما في مجال الطاقة.
وياتي هذا الموقف بعد ان حرم الاوروبيون طوال اسبوعين خلال كانون الثاني/يناير من الجزء الاكبر من الغاز الروسي الذي كانوا يتلقونه بعد ان قررت موسكو قطع امداداتها التي تعبر اوكرانيا بسبب خلاف مع ذلك البلد حول سعر الغاز وتاخره في تسديد ديونها.
واعرب مدفيديف الذي انهى الثلاثاء زيارة دولة في اسبانيا، عن ارتياحه "لمدى التعاون الجديد" بين موسكو ومدريد مع التوقيع على عدة اتفاقات ينص احدها على عبور عسكريين وعتاد اسباني روسيا في الطريق الى افغانستان.
الا ان نقطة التوافق الكبرى ركزت على الطاقة بالتوقيع الثلاثاء على "بروتوكول اتفاق وتعاون حول الطاقة" بين البلدين في مجالات النفط والغاز والفحم والطاقات المتجددة.
وقال ثاباتيرو انه "اتفاق واسع جدا" مع روسيا البلد الاساسي في مجال الطاقة والذي "سيعزز سلامة الامدادات" الاسبانية.
كذلك اتفق البلدان على التعاون في مجال التنقيب عن النفط واستغلاله وتطوير "تكنولوجيات نظيفة جديدة" لنقل الغاز الطبيعي وانتاج الكهرباء انطلاقا من طاقات متجددة ونظيفة كما جاء في بيان رئاسة الحكومة الاسبانية.
وبموازاة ذلك وقعت عدة شركات روسية واسبانية تعمل في ذلك القطاع اتفاقات خاصة لا سيما عملاق الغاز الروسي غازبروم مع شركة غاز ناتورال الاسبانية.
واوضح المدير العام لغازبروم الكسي ميلر الذي رافق مدفيديف خلال زيارته ان الشركتين تنويان التعاون في مجال نقل الغاز والتنقيب.
وتجهر اسبانيا التي لا تعاني من تبعية الغاز الروسي، بهذا التفاهم الودي مع روسيا حول الطاقة، بعد حصول توترات نهاية 2008 بسبب تطلعات شركة لوك اويل النفطية الروسية لاستيعاب شركة ربسول الاسبانية وهي كبرى الشركات في هذا المجال.
وقد حاولت لوك اويل المساهمة بنحو 20% في ريبسول لكن تم التخلي عن المشروع الذي اثار تحفظات شديدة في اسبانيا خشية فقدان استقلالها في مجال الطاقة.
واعلن رئيس ربسول انطوني بروفاو مؤخرا ان هذا الخلاف قد بات من الماضي.
وقلل كل من ثاباتيرو ومدفيديف من هذا الموضوع وقال مدفيديف "لا احد اغلق الباب امام المفاوضات بين لوك اويل وربسول، وروسيا تؤيد دائما التعاون بين الشركات الروسية والاسبانية" مؤكدا ان هذا الموضوع يخص في الاساس الشركتين المعنيتين.
كما ابدى البلدان ايضا "موافقتهما" على اهداف قمة العشرين المقبلة في لندن حول الازمة المالية والتي يفترض ان تتمخض عن "اصلاح النظام المالي العالمي" كما يرى ثاباتيرو.
ودعا مدفيديف الى ضرورة التوصل في لندن الى "اتفاقات ملزمة قانونيا".