برلين (ا ف ب) - تظاهر مئات الالاف الجمعة في مختلف انحاء العالم بمناسبة عيد العمال حيث وقعت مواجهات في اسطنبول وبرلين، لا سيما مع احتدام حركات الاحتجاج الاجتماعية على خلفية الازمة الاقتصادية.
وتظاهر نصف مليون شخص في المانيا حيث اثار ناشطون من اليمين المتطرف صدامات كما يحدث عادة في الاول من ايار/مايو. وفي دورتموند (غرب) تعرض موكب نقابي لهجوم بالحجارة والعصي، وتم توقيف 150 عنصرا من النازيين الجدد.
وفي برلين تم توقيف 49 شخصا اثر مواجهات تقليدية بين متظاهرين وعناصر الشرطة ليل الخميس الجمعة في برلين لمناسبة عيد العمال، وفق ما علم اليوم الجمعة من مصدر امني.
ويشهد الاول من ايار/مايو من كل عام منذ عقود في المانيا مواجهات تتفاوت شدتها بين متظاهرين وعناصر الشرطة.
ومع اعلان احزاب اقصى اليسار عزمها القيام باستعراض قوة في الاول من ايار/مايو 2009 نشرت الشرطة نحو خمسة آلاف من عناصرها في برلين للمناسبة، فيما نظمت اضخم تظاهرة نقابية في بريمن (شمال).
وفي تركيا، اصيب حوالى 50 شخصا من بينهم 36 شرطيا بجروح في مواجهات بين مئات المتظاهرين والشرطة في اسطنبول وانقره الجمعة خلال تظاهرات شارك فيها الآلاف بمناسبة عيد العمال الذي اعيد اقراره يوم عطلة هذا العام.
وللمرة الاولى منذ 23 عاما سمحت الشرطة لجزء من المسيرة بالتجمع في ساحة تقسيم، في وسط اسطنبول.
واشتبك مئات المتظاهرين مع شرطة مكافحة الشغب لعدة ساعات ورشقوهم بالحجارة والزجاجات الحارقة وتم تهشيم واجهات محلات وبنوك وسط المدينة.
واستخدمت الشرطة خراطيم المياه وعربات مصفحة والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وفي اليونان احيت النقابات الاول من ايار/مايو في شقين كالعادة. ووقعت حوادث متفرقة اثارها مئات الشبان بواسطة قنابل مولوتوف في اثينا، حيث شارك الالاف في تجمعين في وسط المدينة، اكبرهما بدعوة من الجبهة النقابية الشيوعية تحت شعار "على السلطة الثرية دفع ثمن الازمة".
في فرنسا، تظاهر حوالى 465 الف شخص بحسب الشرطة و1,2 مليونا بحسب النقابة العمالية العامة. وللمرة الاولى منذ عقود اتحدت النقابات كافة في تظاهرة يطغى عليها الطابع السياسي بمناسبة الاول من ايار/مايو وذلك لتشديد الضغوط على الرئيس نيكولا ساركوزي لتغيير استراتيجيته في مواجهة الانكماش.
وفي بلد يتجذر فيه الاحتجاج اكثر من اي مكان اخر في اوروبا، بلغت نسبة الفرنسيين الذين يدعمون يوم التعبئة الجديد اضافة الى مطالب النقابات حول العمل والقوة الشرائية والنهوض الاقتصادي، 72% بحسب استطلاع نشر الخميس.
كما شهدت العاصمة الفرنسية تظاهرة لالاف الرعايا التاميل الذين نددوا "بالابادة" التي يرتكبها الجيش السريلانكي بحق المدنيين التاميل في بلادهم.
وفي ايطاليا، تجمع قادة النقابات الرئيسية في لاكويلا تضامنا مع ضحايا الزلزال الذي هز المدينة مؤخرا، وادى الى مقتل 300 شخص.
في اسبانيا، تظاهر الالاف في مدريد وغيرها من مدن البلاد في الاول من ايار على خلفية الازمة، وهو يوم وصفته النقابات الاسبانية بانه "الاهم" منذ 15 عاما، في خضم تدهور اقتصاد البلاد.
وتظاهر اكثر من عشرة الاف شخص ظهر اليوم في وسط العاصمة الاسبانية حتى بويرتا ديل سول، رافعين اعلاما حمراء تمثل النقابتين الكبريين في البلاد، تحت شعار "لمواجهة الازمة: وظائف، استثمار عام، وحماية اجتماعية"، على ما نقل مصور فرانس برس.
واسبانيا غارقة في الازمة حيث تجاوز عدد العاطلين عن العمل فيها في الفصل الاول اربعة ملايين شخص، لتصل نسبة البطالة الى 17,36% وهي الاعلى في الاتحاد الاوروبي.
وفي روسيا اوقفت الشرطة الجمعة مئة من انصار اليمين المتطرف وناشطين مناهضين للمهاجرين حاولوا التظاهر في سان بطرسبورغ (شمال) في حين شهدت عدة مدن روسية اخرى تظاهرات بمناسبة عيد العمال، على ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وفي وارسو تجمع متظاهرون امام مقر البرلمان هاتفين "حرية، مساواة، اشتراكية".
وفي فيينا، شارك حوالى 100 الف شخص في تجمع الحزب الاجتماعي الديموقراطي مطالبين بالمزيد من "العدالة الضريبية".
وفي صوفيا وعد رئيس الوزراء سيرغي ستانيشيف بان يساعد حزبه بلغاريا على عبور "مياه الازمة الاقتصادية الهائجة".
وفي المكسيك، اتى عيد العمال حزينا حيث لزم ملايين المكسيكيين منازلهم خشية من انفلونزا الخنازير، بالرغم من اعلان الحكومة ان الفيروس اقل خطرا مما كان يخشى، بعد ان ادى المرض الى وفاة 15 شخصا من اصل 343 اصابة.
وعلقت النقابات المسيرات التقليدية التي تنظمها في ساحة زوكالو الرئيسية في مكسيكو التي يقطنها 20 مليون شخص.
وفي كوبا تظاهر نصف مليون عامل مطالبين برفع الحصار الاميركي عن بلادهم، فيما اكد فيديل كاسترو في الصحف المحلية ان بلاده "لن تخضع على الاطلاق".
كما نظمت مسيرات في آسيا، في طوكيو، سيول، ومانيلا، وفي افريقيا في نواكشوط وواغادوغو، تنديدا بغلاء المعيشة ومطالبة بتخفيض اسعار المنتجات الاستهلاكية.