من وتيمور أزهري وديفيد جوتييه فيلار
بيروت (رويترز) - قالت أربعة مصادر مطلعة لرويترز إن ممثلي ادعاء أوروبيين فحصوا هذا الأسبوع في بيروت وثائق تحويلات مصرفية تتعلق بتحقيق بشأن ما إذا كان رياض سلامة حاكم مصرف لبنان وشقيقه قد اختلسا أموالا عامة.
وقال مسؤولون قضائيون أوروبيون إن ممثلي ادعاء من ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورج يشتبهون بأن سلامة وشقيقه رجا اختلسا أكثر من 300 مليون دولار من البنك المركزي بين عامي 2002 و2015.
وفي تحقيق منفصل، اتهم قاض لبناني في مارس آذار سلامة بتهمة الإثراء غير المشروع.
ونفى حاكم البنك المركزي وشقيقه الاتهامات. وقال سلامة إنه تحول لكبش فداء للمسؤولين عن الأزمة المالية الطاحنة التي بدأت في لبنان عام 2019.
ووفقا لمسؤولين أوروبيين ووثائق قضائية فرنسية اطلعت عليها رويترز، يشتبه ممثلو الادعاء الأوروبيون، الذين لم يوجهوا أي اتهامات رسمية حتى الآن، في أن الرجلين استخدما بعض الأموال لشراء أصول عقارية في فرنسا وفي أنحاء أوروبا.
وبحسب المسؤولين الأوروبيين والوثائق القضائية الفرنسية، تم تجميد أصول وحسابات بقيمة 130 مليون دولار في جميع أنحاء أوروبا فيما يتعلق بالقضية.
ويقول محامو الأخوين سلامة إنهما طعنا على مصادرة أصول في فرنسا. وتنظر محكمة فرنسية في القضية.
وقالت المصادر المطلعة إن الوثائق التي فحصها ممثلو الادعاء الأوروبيون الذين يزورون بيروت تضمنت سجلات مصرفية تضم تحويلات مالية قام بها رجا سلامة عبر بنوك لبنانية.
وذكر مسؤولون أوروبيون أن هذه ستكون المرة الأولى التي يطلع فيها ممثلو ادعاء على تفاصيل التحويل التي يمكن أن تساعد في تتبع حركة الأموال. وأضافوا أن ممثلي الادعاء اللبنانيين الذين يجرون تحقيقا موازيا لم يكشفوا عن تلك النتائج حتى الآن.
ولم يرد غسان عويدات مدعي عام التمييز في لبنان على طلب للتعليق على نوع الوثائق التي اطلع عليها ممثلو الادعاء الأوروبيون.
* انهيار مالي
نفى سلامة وشقيقه تحويل أو غسل أموال عامة قائلين إن الأموال التي تبلغ قيمتها 300 مليون دولار كانت حصيلة نشاط تجاري مشروع.
وذكرا أن التحقيقات تأتي في إطار حملة منسقة لاتهام رياض سلامة، الذي يشغل منصب حاكم مصرف لبنان منذ ثلاثة عقود، بالتسبب في الانهيار المالي الذي بدأ عام 2019 وأصاب مصارف البلاد بالشلل ودفع أغلب اللبنانيين إلى هوة الفقر.
وتفجرت الأزمة بعد أن تراكمت ديون ضخمة على لبنان على مدى ثلاثة عقود بعد الحرب الأهلية من 1975 إلى 1990.
وقال محام فرنسي عن رياض سلامة إن القضية مسيسة وإن موكله يفصل فصلا تاما بين أمواله وأصول البنك المركزي.
وذكر المحامي الفرنسي بيير أوليفييه سور لرويترز "في ملف القضية الذي اطلعت عليه، لا يوجد مخطط للتدفقات المالية قد يورط رياض سلامة بشكل مباشر من خلال الخلط بين أصوله وحساباته وأصول البنك المركزي".
وقال شخص مقرب من رجا سلامة إنه نفى أي اختلاس للمال العام.
وصرح حاكم مصرف لبنان (72 عاما) من قبل بأنه كون ثروته من الأموال التي كان يتقاضاها في بنك ميريل لينش قبل أن يصبح محافظا للبنك المركزي في عام 1993.
وذكرت المصادر المطلعة أن السجلات المصرفية التي قدمتها السلطات اللبنانية يفحصها فريق من ممثلي ادعاء أوروبيين وصلوا إلى بيروت الأسبوع الماضي وسيبقون هناك حتى يوم الجمعة على الأقل.
وأضافوا أن ممثلي الادعاء بدأوا يوم الاثنين أول جلسة تحقيق من نحو اثنتي عشرة جلسة مع شهود في بيروت من بينهم موظفون حاليون وسابقون في البنك المركزي ومصرفيون كبار ومسؤولون ماليون آخرون.
وذكروا أن الجلسات يقودها قضاة لبنانيون ينقلون أسئلة ممثلي الادعاء الأوروبيين.
وتمكن ممثلو ادعاء لبنانيون من الاطلاع على الوثائق المصرفية في مايو أيار. وقال مصدران قضائيان لبنانيان ومسؤول أوروبي إنه لم يكن من الممكن الكشف عن البيانات في ذلك الوقت لأن رياض سلامة قدم طلبا برد القاضي الذي يجري التحقيق.
وقال عويدات إن القاضي استُبعد من القضية قبل أيام مما يسمح باستئناف التعاون القضائي مع الأوروبيين. وأضاف أن قاضيا جديدا سيُعين قريبا.
ولا يزال رياض سلامة يتمتع بدعم من بعض من أقوى السياسيين في لبنان ومن بينهم نبيه بري رئيس مجلس النواب الذي يشغل هذا المنصب منذ عقود.
(شاركت في التغطية سامية نخول من دبي وليلى بسام ومايا جبيلي من بيروت - إعداد ياسمين حسين ونهى زكريا للنشرةالعربية - تحرير سها جادو)