من توم مايلز وستيفن كالن
جنيف/الرياض (رويترز) - قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث يوم الأربعاء إن الهدف من أول جولة محادثات سلام بين الطرفين المتحاربين في اليمن منذ نحو ثلاثة أعوام هو بناء الثقة بينهما مبديا عدم انزعاجه من تأخر وصول أحد الوفدين.
ويرغب جريفيث في أن تعمل حكومة اليمن المدعومة من السعودية والحوثيون المتحالفون مع إيران نحو التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب وخروج القوات الأجنبية من الأراضي اليمنية وإقامة حكومة وحدة وطنية.
وتدخل تحالف من دول عربية سنية تقوده السعودية وتدعمه قوى غربية منها الولايات المتحدة وبريطانيا في الحرب الأهلية باليمن عام 2015 ضد الحوثيين لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا. ولم تفلح محادثات السلام التي أجريت في أعقاب ذلك.
ومنذ ذلك الحين تدهور الوضع الانساني بشكل كبير وأصبح 8.4 مليون شخص على حافة المجاعة مما أدى إلى أسوأ تفش للكوليرا في العالم وتدمير الاقتصاد الهش بالفعل.
ولا يعرف أحد على وجه الدقة عدد الأشخاص الذين قتلوا هناك إذ لم تستطع الأمم المتحدة الاستمرار في حصر الأعداد قبل ما يربو على عامين بعد مقتل عشرة آلاف مدني.
وقال جريفيث "شعب اليمن... في حاجة ماسة لبارقة أمل. نود أن نعتقد أن العمل الذي سنقوم به سويا خلال الأيام القادمة سيبعث وميضا من الأمل لهم" مضيفا أن الجانبين طالبوه باستمرار العمل على إطلاق سراح الأسرى.
وقال جريفيث إن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي "تواق لإحراز تقدم سريع في المحادثات".
وذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين أن التحالف منع وفد الحوثيين من السفر جوا إلى جنيف. لكن جريفيث هون من ذلك التأخير قائلا إنه أمر عادي وإنه على ثقة من حل هذه المسألة.
وقال للصحفيين إن المرحلة الأولى من المحادثات ستركز على الكيفية التي ستعمل بها مفاوضات السلام الرسمية. وأضاف أن صيغة المفاوضات مرنة وليست هناك حاجة لوجود الوفدين في نفس الغرفة.
وتابع "نحتاج أن نكتشف... ما الذي هم على استعداد للقيام به وما هي أولوياتهم سواء فيما يتعلق بجوهر (المحادثات) الذي سيكون في جولة لاحقة وأيضا بشأن إجراءات بناء الثقة".
وحث مجلس الأمن الجانبين على عدم التصعيد في الصراع. ووصف جريفيث وحدة المجلس بأنها "ميزة هائلة" مضيفا أنه لا يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار لكنه يأمل في عدم القيام "بأنشطة عسكرية استفزازية".
واستغل جريفيث المحادثات لمنع هجوم للتحالف بقيادة السعودية على الحديدة وهي مدينة ساحلية وشريان رئيسي للإمدادات لليمن.
ويقول عمال الإغاثة إن أي هجوم على الميناء سيكون كارثة ويجري جريفيث محادثات مع الحوثيين لتسليم السيطرة عليه إلى الأمم المتحدة.
واطلعت رويترز في يونيو حزيران على مسودة خطة سلام للأمم المتحدة تدعو الحوثيين للتخلي عن صواريخهم الباليستية مقابل وقف حملة القصف التي تقودها السعودية والاتفاق على حكومة انتقالية.
ورحب أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية لدولة الإمارات المشاركة في التحالف بالمحادثات. وقال على تويتر إن الطريق لا يزال طويلا لكن محادثات جنيف يمكن أن تقصر المسافة.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية -تحرير أحمد حسن)