غازي عنتاب (تركيا)/بروكسل (رويترز) - قال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي إن على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن يكون أكثر تقبلا للنقد في وقت يحاول فيه الزعماء الأوروبيون حشد الدعم داخل بلادهم للاتفاق الموقع مع أنقرة بهدف وقف تدفق اللاجئين.
كان رئيس الوزراء البولندي السابق دونالد توسك والذي يرأس اجتماعات القمة الخاصة بالاتحاد الأوروبي يزور مخيما للاجئين في مدينة غازي عنتاب بالقرب من الحدود مع سوريا يوم السبت مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وسأله احد الصحفيين عن الخطوات القضائية التي يتخذها إردوغان ضد وسائل الإعلام التي تنتقده ومن بين ذلك إجراءات ضد فنان كوميدي ألماني.
وقال توسك إن حرية الصحافة كانت "موضوعا دائما" مطروحا في حديثه مع القادة الأتراك. وكانت القيادة التركية توصلت إلى اتفاق تعيد تركيا بموجبه جميع اللاجئين والمهاجرين الذين وصلوا إلى جزر اليونان مقابل تنازلات من الاتحاد الأوروبي.
وأشار توسك الذي كان يتحدث في وقت متأخر السبت إلى معارضته للحكومة الشيوعية في بولندا في الثمانينيات وقال "قبل ثلاثين عاما سجنت لانتقادي النظام. مر صديقي إردوغان بعد 15 عاما بنفس التجربة بسبب التعبير عن آرائه."
وتشكل الانتقادات لتركيا في أوروبا عقبة في طريق اتفاق أبرمه قادة الاتحاد الأوروبي مع أنقرة الشهر الماضي لأن موافقة الاتحاد الأوروبي على ما يخصه من هذا الاتفاق -وبخاصة إلغاء تأشيرات الدخول للأتراك بحلول يونيو حزيران- يستلزم موافقة البرلمان الأوروبي.
وينتقد الكثير من النواب في دول الاتحاد الأوروبي قمع إردوغان لمنتقديه بما فيهم قضية ضد فنان ساخر في ألمانيا.
وقال توسك "باعتباري سياسيا تعلمت أن أصبح أكثر تقبلا للنقد ولا أتوقع أن تعاملني الصحافة معاملة خاصة.. بل على العكس تماما."
كان وزير العدل قال الشهر الماضي إن ممثلي الادعاء فتحوا أكثر من 1800 قضية ضد أشخاص بسبب إهانة إردوغان منذ أن تولى منصب الرئيس عام 2014.
وفي خطاب ألقاه بمدينة أضنة في جنوب تركيا يوم الأحد قال إردوغان "هذا الصراع لن ينتهي إلا حين نخرس آخر لسان يعبر عن الكراهية لبلدنا ولتاريخ شعبنا ولقيمنا ولثقافتنا."
وأضاف "لن ندير خدنا لمن يصفعونا."
(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)