روبن فيجيروا.
سانتياجو، 20 أكتوبر/تشرين أول (إفي): تراهن حكومة تشيلي على القوات المسلحة لفرض الأمن واستعادة النظام بعد اندلاع أعمال عنف وتخريب يومي الجمعة والسبت، مما أسفر عن سقوط 3 قتلى.
وتتزايد مظاهر العسكرة في تشيلي للسيطرة على الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت للتنديد بزيادة سعر تذاكر المترو.
ولم تتمكن قوات الأمن المحلية من مواجهة أعمال التخريب التي اندلعت في أماكن مختلفة من العاصمة سانتياجو، حيث تم إضرام النيران في محطات مترو وجرى نصب متاريس وسجلت حوادث نهب لا حصر لها في متاجر ومراكز تسوق "سوبر ماركت" وبنوك وفنادق.
وتسبب ذلك في قيام الحكومة بإعلان حالة الطوارئ السبت من أجل تكليف الجيش بالسيطرة على الوضع في سانتياجو، وأضافت الحكومة إليها مناطق أخرى مثل بالبارايسو (وسط) وكونثبثيون (جنوب)، وبلدات كوكيمبو ولا سيرينا (شمال) ورانكاجوا (وسط).
وفي سانتياجو، نشر الجيش إجمالي تسعة آلاف و441 عسكريا، معظمهم موجه للسيطرة على نقاط استراتيجية مثل إمدادات المياه والكهرباء و136 محطة بخطوط المترو، التي كانت أحد الأهداف الرئيسية للمحتجين العنيفين.
بالإضافة إلى ذلك، أصدرت السلطات العسكرية مرسوما لفرض حظر التجوال في سانتياجو وبالبارايسو وكونثبثيون منذ 22:00 السبت بالتوقيت المحلي (01:00 الأحد بتوقيت جرينتش) وحتى الساعة 07:00 ت م الأحد (10:00 ت ج)، وهو إجراء لم يمنع، وإن كان بدرجة أقل، استمرار النهب في مراكز التسوق.
وبعد إخماد النار في مركز تسوق تعرض للنهب، عثرت السلطات على جثتين متفحمتين وشخص آخر في حالة سيئة للغاية تم نقله للمستشفى لكنه توفي أيضا.
وباتت أعمال العنف خارجة عن السيطرة السبت وتكررت في عدة مناطق من البلاد، خاصة في أربع مناطق ستطبق فيها حالة الطوارئ لمدة 15 يوما.
وأضرمت النيران في متاجر ومركبات وحافلات وطالت حتى بعض الكنائس، في دوامة عنيفة بدا أنها لا يمكن السيطرة عليها وحتى إعلان رئيس البلاد، سيباستيان بينيرا، عن عزمه تعطيل قرار زيادة الأسعار، لم يتمكن من إيقافها.
وعلى الرغم من أن ذلك لم يخفف حدة العنف بشكل تام، إلا أن العنف آخذ في الانخفاض، بعدما بدأ العمل بحظر التجوال، مما فرض قيودا على حركة المواطنين في الشوارع ما لم يكن بتصريح أمني لضرورة صحية أو أسباب طارئة.
ومع الاحتجاج ضد زيادة أسعار تذاكر المترو، تجلى استياء جزء من المجتمع بسبب نظام التقاعد، الذي تديره شركات خاصة، وتكلفة الرعاية الصحية ونظام التعليم العام المترهل والمرتبات المنخفضة مقارنة بتكاليف المعيشة.
ووصل الضيق إلى النقطة التي يجد فيها الانجراف إلى أعمال العنف مبررا لدى بعض المواطنين، رغم أنهم لا يشاركون فيها.
وقال شخص من رانكاجوا لقناة تلفزيونية محلية أمام متجر لبيع السيارات تعرض للحرق "إذا لم يكن هناك دمار، فلن يستمع إلينا أحد".
وقالت امرأة من نفس البلدة أيضا لنفس القناة: "سئم الناس من انتهاكات عديدة، نريد فقط حياة هادئة، نريد الحصول على معاشات مناسبة وتعليم جيد لأطفالنا".
وبعد اندلاع أعمال العنف وتضرر العديد من المحطات بسبب إحراقها، أصدر مترو سانتياجو مرسوما بإيقاف عمل جميع خطوطه، وأوقفت شركة تسيير الحافلات في العاصمة الخدمة حتى الساعة 7:30 بالتوقيت المحلي ( 10:30 بتوقيت جرينتش) الأحد.
بالإضافة إلى ذلك، تم إلغاء 42 رحلة على الأقل من وإلى مطار سانتياجو الدولي.
ومن ناحية أخرى، تم إغلاق معبر لوس ليبرتادوريس، الطريق البري الرئيسي بين تشيلي والأرجنتين، الكائن في بالبارايسو، بعد بدء حظر التجوال في تلك المنطقة. (إفي)