من ريتشارد لو وآرون ماشو
باريس/أديس أبابا (رويترز) - فحص محققون في فرنسا يوم الجمعة الصندوقين الأسودين للطائرة بوينج 737 ماكس التي تحطمت في إثيوبيا فيما يترقب قطاع الطيران بقلق لمعرفة إن كان سبب التحطم مشابها لكارثة حدثت في إندونيسيا قبل أشهر.
وتحطمت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية في رحلتها رقم 302 بعد فترة قصيرة من إقلاعها من أديس أبابا مطلع الأسبوع الجاري مما أدى إلى مقتل 157 شخصا، وذلك في ثاني كارثة من نوعها تشمل هذا الطراز الجديد من طائرات بوينج بعد تحطم طائرة قبالة إندونيسيا في أكتوبر تشرين الأول كان على متنها 189 شخصا.
وأخرجت هيئات طيران في جميع أنحاء العالم أساطيل 737 ماكس من الخدمة بينما أوقفت الشركة الأمريكية المصنعة للطائرات تسليم طلبيات بآلاف الطائرات من طراز كان من المفترض أن يصبح العمود الفقري لمستقبل الصناعة.
وأثارت أوجه الشبه بين الواقعتين ذعر الركاب في جميع أنحاء العالم وتسببت في خسارة أسهم الشركة 26 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وقالت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية إن معلومات جديدة تم استقاؤها من حطام الطائرة وبيانات منقحة بشأن مسار الرحلة تشير إلى بعض التشابه بين الكارثتين.
قال مصدران مطلعان إن محققين عثروا على قطعة من زعنفة التثبيت في حطام الطائرة الإثيوبية في وضع غير معتاد يشبه ما كانت عليه الزعنفة في طائرة شركة ليون إير التي تحطمت العام الماضي. وزعنفة التثبيت في مجموعة الذيل بالطائرة مسؤولة عن تحريك مقدمة الطائرة للأعلى أو الأسفل.
ورفضت إدارة الطيران الأمريكية وشركة بوينج التعقيب.
وكان الطيار الإثيوبي قد أبلغ عن مشاكل داخلية وطلب العودة لأديس أبابا في آخر اتصالات أجراها.
وقال بول جيتشينجا، الرئيس السابق لرابطة طياري الخطوط الجوية الكينية، لرويترز إن الطيارين من جميع أنحاء العالم يترقبون نتيجة التحقيق.
وأضاف "بالنظر إلى الصور من موقع التحطم، يبدو أن الطائرة هوت بمقدمتها... يبدو أنهم لم يكونوا مسيطرين على الطائرة لحظة الاصطدام (بالأرض)".
وأردف قائلا "لابد أن الطيار رصد مؤشرا ما على أن سرعة الطيران ربما تكون غير دقيقة أو شيء من هذا القبيل وقرر، بدلا من الارتفاع وحل المشكلة هناك، أن أفضل شيء هو العودة لحل المشكلة".
وقالت بوينج، أكبر شركة مصنعة للطائرات في العالم، إن الطائرة 737 ماكس آمنة. واستمرت في الإنتاج بكامل سرعتها في مصنعها قرب مدينة سياتل لكنها أوقفت الشحنات.
ويمتلك مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني الفرنسي بيانات الرحلة وتسجيلات قمرة القيادة لكن إثيوبيا هي التي تقود رسميا التحقيق. كما يوجد خبراء أمريكيون في باريس وأديس أبابا.
وقد تستغرق عملية التوصل إلى استنتاجات أولية عدة أيام.
* أسر مكلومة
قال مشرعون أمريكيون يوم الخميس إن أسطول طائرات بوينج 737 ماكس سيخرج من الخدمة لأسابيع بل وربما لفترة أطول من ذلك حتى يتسنى اختبار وتركيب تحديث للبرمجيات. وقالت بوينج إنها ستدشن التحديث في الأسابيع المقبلة.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن شخص راجع اتصالات حركة الملاحة الجوية قوله إن قائد الطائرة الإثيوبي أبلغ عن مشكلة في "التحكم بالطائرة" بعد دقيقة من الإقلاع لأن الطائرة كانت على ارتفاع أقل بكثير من الحد الأدنى الآمن للارتفاع عن الأرض خلال الإقلاع. وبعد ثلاث دقائق طلب الطيار إذنا بالعودة مع وصول سرعة الطائرة إلى مستويات غير طبيعية.
وأضاف المصدر الذي نقلت عنه الصحيفة أنه بعد أن سمحت غرفة المراقبة للطيار بالعودة، صعدت الطائرة إلى ارتفاع عال بشكل غير معتاد واختفت من الرادار فوق منطقة عسكرية محظورة. وقالت الصحيفة إن الاتصال مع المراقبين الجويين انقطع بعد خمس دقائق من الإقلاع.
وفي إثيوبيا، استمرت زيارات الأسر المكلومة لموقع الحادث المتفحم الذي تناثرت فيه الشظايا لوداع أحبائهم. ولم يتبق من الجثث سوى أشلاء مما يعني أن عملية التعرف على كل الضحايا وهم من 35 دولة قد تستغرق أسابيع و شهورا.
واندفعت بعض الأسر خارجة من اجتماع مع الخطوط الجوية الإثيوبية يوم الخميس وهي تشكو من عدم توفر معلومات.
وقالت إدارة الطيران الاتحادية يوم الأربعاء إن استكمال عملية إصلاح برنامج كمبيوتر لطائرات بوينج 737 ماكس تعكف عليها الشركة منذ حادث تحطم طائرة ليون إير سيستغرق شهورا.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)