من روبام جين وعبد القادر صديقي
كابول (رويترز) - عينت الحكومة الأفغانية يوم الأربعاء فريقا للتفاوض المباشر مع حركة طالبان بناء على توقعات بأن واشنطن على أعتاب الاتفاق على سحب القوات بعد حرب مستمرة منذ 18 عاما لتلبي بذلك الشرط المسبق للحركة لإجراء محادثات مع كابول.
وكتب المبعوث الأمريكي الخاص بالسلام في أفغانستان زلماي خليل على تويتر يقول إنه في طريقه إلى قطر التي تستضيف المحادثات مع الحركة، وإنه مستعد لإبرام اتفاق ينهي الحرب التي اندلعت في عام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة.
وكتب خليل زاد على تويتر "أنا ذاهب إلى الدوحة وسأمر على إسلام اباد. في الدوحة، إذا قامت طالبان بدورها، سنقوم بدورنا، ونبرم الاتفاق الذي كنا نعمل عليه".
وقال سهيل شاهين المتحدث باسم مكتب طالبان السياسي في الدوحة "أكملنا المشاورات مع قادتنا فيما يخص المحادثات مع الولايات المتحدة، ونحن الآن مستعدون وفي انتظاره (خليل زاد) لاستئناف المحادثات".
وعُين خليل زاد، وهو دبلوماسي أمريكي مولود في أفغانستان، العام الماضي للتفاوض على تسوية سياسية مع طالبان التي تسيطر الآن على مساحات أكبر من أي وقت مضى منذ الإطاحة بها من الحكم قبل 18 عاما تقريبا.
وكان في كابول حيث عقد اجتماعات مع الرئيس أشرف غني وكبار مسؤولي الأمن وقادة المعارضة وأعضاء من المجتمع المدني لبحث عملية السلام قبل إبرام اتفاق مع طالبان.
وكتب على تويتر "أختتم أفضل زياراتي من حيث النتائج لأفغانستان منذ أن توليت وظيفة المبعوث الخاص. اتفقت الولايات المتحدة وأفغانستان على الخطوات التالية".
وقال مصدران مطلعان على المحادثات إنها قد تختتم باتفاق على انسحاب القوات الاجنبية مقابل ضمانات أمنية تقدمها طالبان.
وعينت وزارة السلام الأفغانية وفدا يضم 15 عضوا يوم الأربعاء للتفاوض مع طالبان. وقال مسؤول بالوزارة إن النرويج قد تستضيف المحادثات الأفغانية.
ويوجد نحو 20 ألف جندي أجنبي، معظمهم أمريكيون، في أفغانستان في إطار مهمة لحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة لتدريب ومساعدة القوات الأفغانية وتقديم المشورة لها. وتنفذ بعض القوات الأمريكية عمليات لمكافحة الإرهاب.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن بعض كبار أعضاء فريق التفاوض الخاص بالحركة سيسافرون إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وإن المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين ستستأنف بعد عودتهم إلى الدوحة.
وأضاف "لا أستطيع تحديد متى ستبدأ المحادثات مع الولايات المتحدة".
* مخاوف
يخشى كثير من الأفغان أن يُضعف انسحاب القوات الأمريكية موقفهم التفاوضي مع الحركة المتشددة التي تسعى لإعادة تأسيس إمارة إسلامية تحل محل الحكومة التي تصفها بأنها دمية في يد قوى أجنبية.
وتشعر جماعات حقوق المرأة على وجه الخصوص بالقلق على مصير النساء والفتيات في حالة عودة حكم طالبان التي حظرت تعليم الفتيات وفرضت قيودا صارمة على حق المرأة في العمل خارج المنزل.
وأحصت الأمم المتحدة سقوط أكثر من 33 ألف قتيل من المدنيين في الحرب منذ عام 2009، بينهم 1300 في الشهور الستة الأولى من العام الجاري. وقتل عشرات الآلاف من قوات الأمن الأفغانية وعدد غير معروف من المتمردين أيضا في الصراع.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)