يواصل الاقتصاد الأمريكي المسير في طريق هذا الأسبوع -آخر أسابيع تشرين الثاني/نوفمبر-، وذلك بإصدار المزيد من البيانات والأخبار الاقتصادية، وسط ترقب المستثمرين لتقرير الوظائف والذي سيصدر عن الاقتصاد الأمريكي يوم الجمعة المقبل، في حين سيصدر عن الاقتصاد الأمريكي اليوم مؤشر شيكاغو لمدراء المشتريات وتقرير كتاب بيج ومؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص، ناهيك عن مؤشر الإنتاجية وتكلفة وحدة العمل.
وتشهد تداولات اليوم عزيزي القارئ ابتعاداً عن المخاطرة بشكل عام، وذلك على مستوى جميع الأدوات المالية بلا استثناء، مع الإشارة إلى أن الاقتصاد الكندي سيكون حاضراً اليوم أيضاً من خلال إصدار بيانات تتعلق بنموه، علماً بأن اجتماع وزراء المالية الأوروبي اختتم أعماله يوم أمس في العاصمة البلجيكية بروكسل دون أن ينجح في زرع الثقة في الأسواق، نظراً لكونه لم يأت بجديد، فقد أقر الاجتماع تعزيز صندوق الإنقاذ الأوروبي، ولكن دون تحديد حجم ذلك التعزيز.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن مؤشرات الأسهم الأمريكية انخفضت في تعاملاتها الآجلة قبيل افتتاح جلسة اليوم الأربعاء، وذلك بسبب قيام مؤسسة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية بتخفيض التصنيف الائتماني لبنوك أمريكية كبرى، لينخفض مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة بواقع 47 نقطة أي 0.4% ليصل إلى 11518 نقطة، أما مؤشر S&P 500 فقد انخفض في تعاملاته الآجلة بنسبة 0.4 بالمئة، ليصل إلى مستويات 1191 نقطة، (البيانات مسجلة في تمام الساعة 09:28 صباحاً بتوقيت لندن).
وتقف الأسواق في انتظار صدور تقرير الوظائف يوم الجمعة المقبل، حيث تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأمريكي نجح في خلق 120 ألف فرصة عمل جديدة خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 80 ألف وظيفة خلال تشرين الأول/أكتوبر، مع الإشارة إلى أن العيون سترقب صدور مؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص اليوم الأربعاء لنحصل بذلك على نظرة مبدئية عن ما آلت إليه الأوضاع في قطاع العمالة الأمريكي، ونحصل على قراءة مبدئية للأرقام التي سيصدر بها تقرير الوظائف يوم الجمعة.
وتشير التوقعات إلى أن تقرير ADP سيظهر اليوم نجاح القطاع الخاص الأمريكي في خلق 130 ألف فرصة عمل جديدة خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت 110 ألف وظيفة جديدة خلال تشرين الأول/أكتوبر، وعلى الرغم من ذلك إلا أن قطاع العمل الأمريكي يواصل البحث عن استقراره وسط الضعف العام في الأوضاع الاقتصادية الأمريكية، الأمر الذي أشار إليه البنك الفدرالي الأمريكي مراراً وتكراراً، مع توقعه بتحسن الأوضاع في قطاع العمل الأمريكي بوتيرة معتدلة خلال الفترة المقبلة، ولكن وبشكل عام فإن الأوضاع في القطاع سوف تبقى ضعيفة، لنشهد المزيد من الضعف في الأوضاع الاقتصادية بشكل عام في الاقتصاد الأمريكي، مما يعيق عجلة التعافي والانتعاش ضمن الاقتصاد.
يذكر بأن الاقتصاد الأمريكي فقد أكثر من 8.4 مليون وظيفة خلال الأزمة المالية العالمية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، لتصل معدلات البطالة في البلاد إلى 10.1% خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2009، قبيل أن تصل إلى مستوياتها الحالية عند 9.0%، لذا فارتفاع معدلات البطالة وتشديد شروط الائتمان، ما زالت تعمل على تدمير الأنشطة الاقتصادية ضمن كافة قطاعات الاقتصاد الأمريكي.
كما وسيصدر عن الاقتصاد الأمريكي أيضاً مؤشر شيكاغو لمدراء المشتريات في قراءته الخاصة بشهر تشرين الثاني/نوفمبر، حيث تشير التوقعات إلى أن المؤشر شهد ارتفاعاً طفيفاً ليصل إلى 58.5، بالمقارنة مع القراءة السابقة والخاصة بشهر تشرين الأول/أكتوبر والتي بلغت آنذاك 58.4.
ويعد مؤشر شيكاغو لمدراء المشتريات مقياساً على صحة الاقتصاد حيث تحسب قيمة المؤشر بالنظر إلى خمس عناصر رئيسية: الطلبيات الجديدة، المخزونات، مستويات الإنتاج، نقليات المزودين، بالإضافة إلى مستويات التوظيف، ويصدر المؤشر عن معهد التزويد، مع العلم بأن صدور مؤشر شيكاغو لمدراء المشتريات بقراءة فوق 50، فذلك يعني التوسع و الإزدهار في قطاع الصناعة أما عند صدور المؤشر بنسبة أقل من 50 فهذا يعني إنخفاض نسبة النمو في قطاع الصناعة.
وصولاً إلى تقرير كتاب بيج الأمريكي، والذي يعد ملخصاً للأوضاع الإقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتم إصداره بعد محضر اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة بأسبوعين وبواقع 8 مرات في السنة، عقب جمع المعلومات من البنوك المدرجة في البنك الفدرالي الأمريكي بالإضافة إلى إجراء مقابلات صحفية مع خبراء ومستشارين اقتصاديين.
حيث سيصدر التقرير في تمام الساعة 19:00 بتوقيت غرينيتش، ولا بد لنا من الإشارة إلى أن التوقعات تشير إلى أن التقرير سيؤكد على ما جاء به محضر اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوجة مؤخراً من توقعات باستقرار واعتدال عجلة النمو في الاقتصاد الأمريكي، علماً بأن تقرير كتاب بيج يعد بمثابة وصف للوضع الإقتصادي السائد في البلاد، حيث يسهم كتاب بيج الأمريكي في توقع ما سيحدث مستقبلاً في الإقتصاد من حيث تحسن الأوضاع مما يؤدي إلى الإبقاء على السياسات الموجودة، أو تغييرها في حال حدوث أي أمر يستدعي ذلك.
هذا وسيصدر عن قطاع المنازل الأمريكي اليوم قراءة مؤشر مبيعات المنازل قيد الانتظار والخاصة بشهر تشرين الأول/أكتوبر، حيث تشير التوقعات إلى أن المؤشر سيرتفع بنسبة 2.0 بالمئة، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت انخفاضاً بنسبة 4.6 بالمئة، كما وسيصدر عن الاقتصاد الأمريكي أيضاً قراءة مؤشر الإنتاجية في القطاعات الأمريكية عدا القطاع الزراعي والخاصة بالربع الثالث، وتشير التوقعات إلى أن المؤشر سيرتفع بنسبة 2.5 بالمئة، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي بلغت ارتفاعاً بنسبة 3.1 بالمئة.
الاقتصاد اللصيق بالاقتصاد الأمريكي -الاقتصاد الكندي- سيكون حاضراً بقوة اليوم، حيث سيصدر الاقتصاد الكندي قراءة مؤشر أسعار المنتجات الصناعية عن شهر تشرين الأول/أكتوبر، وتشير التوقعات إلى أن المؤشر سيرتفع بنسبة 0.3 بالمئة، هذا إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الخام بنسبة 1.0 بالمئة، وذلك سط ضعف مستويات الطلب على الصعيدين العالمي والمحلي، وتقلبات الأسعار بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ولا بد لنا من الإشارة إلى أن الاقتصاد الكندي بحاجة ماسة لتحسن مستويات الطلب ليظهر الاقتصاد نمواً ملحوظاً.
كما وسيصدر عن الاقتصاد الكندي قراءة الناتج المحلي الإجمالي والخاصة بشهر أيلول/ستمبر، حيث من المتوقع أن يظهر المؤشر بأن الاقتصاد الكندي نما على الصعيد الشهري خلال أيلول/سبتمبر بنسبة 0.3 بالمئة، في حين نما على الصعيد السنوي خلال الفترة ذاتها بنسبة 2.7 بالمئة، أما الناتج المحلي الإجمالي المسنون، فمن المتوقع أن يظهر نمو الاقتصاد الكندي بنسبة 3.0 بالمئة خلال الربع الثالث.
ولا يزال الاقتصاد الكندي يواصل مساعيه للنمو على المدى البعيد، في ظل العقبات التي تواجهه والمتمثلة بشكل رئيس في ضعف مستويات الطلب العالمي، حيث يعتمد الاقتصاد الكندي وبشكل كبير على الصادرات، كما ويعتمد على الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير، بصفة الولايات المتحدة الأمريكية تشكل أكبر شريك تجاري لكندا، لذا فإن الاقتصاد الكندي بحاجة إلى تحسن مستويات الطلب حول العالم ليحقق نمواً على المدى البعيد بحلول العام المقبل 2012.
ويشهد الدولار الأمريكي في الوقت الحالي ارتفاعاً مقابل معظم العملات الرئيسية على الرسم البياني اليومي، ليصل مؤشر الدولار الأمريكي إلى 79.11، محققاً أعلى مستوياته خلال اليوم عند 79.37، وأدناها عند 78.97، في حين انخفضت أسعار الذهب اليوم على خلفية ارتفاع الدولار الأمريكي لتصل إلى 1717.85 دولار للأونصة.